يعيش قطاع نقل المرضى والجرحى ونقل الأموات بسوس ماسة إكراهات عديدة، تشكّل عائقا أمام استمراره في أداء مهامه الاجتماعية والإنسانية، إذ تكبّد المنافسة غير الشريفة خسائر كبيرة للمشتغلين في هذا الميدان، لا سيما بعد تزايد عدد السيارات التابعة للجماعات الترابية بالجهة المشتغلة في مجال نقل المرضى والأموات، وما وصفه عاملون في القطاع بـ”التلاعبات” الملازمة لاشتغال ذلك الأسطول “الجماعي”.

المهدي النابلسي، نائب رئيس جمعية أرباب ومستغلي قطاعي نقل الإسعاف ونقل الأموات بأكادير الكبير، قال، في تصريح لهسبريس، إن المهنيين “يُجمعون على البعد الوطني والإنساني لهذه الخدمة، ويعملون على الرفع من جودة الخدمات التي يقدمها القطاع والدفع بها قدما، رغم الإكراهات العديدة التي ما زالت تعتري تطوير القطاع”.

وأضاف المتحدّث أن أبرز عائق يُواجهه العاملون في ميدان نقل المرضى والأموات في جهة سوس ماسة يكمن في المنافسة غير الشريفة، التي “تُشكل تهديدا حقيقيا لاستمرار نشاط المؤسسات المشتغلة وفق ضوابط مهنية وفق كناش تحملات متضمن لشروط صارمة، يخضع تنفيذها لمراقبة المصالح المختصة بشكل مستمر”.

“نتواجد دائما في الصفوف الأمامية ورهن إشارة السلطات العمومية، وخير دليل على ذلك انخراطنا الكامل في تلبية نداء الدولة في مواجهة تفشي فيروس كورونا. كما نساهم في نقل الحالات الاجتماعية بالمجان، سواء المرضى أو الموتى، ونشغّل موارد بشرية مؤهلة، نوفر لها التغطية الصحية والتأمين عن حوادث الشغل والتكوين، فضلا عن تجويد الخدمات المقدمة إلى المواطن”، يورد النابلسي.

ففي مدينة أكادير، جرى تفويض تدبير مرفق نقل المرضى ونقل الأموات إلى شركات خاصة، في إطار صفقة عمومية، استجابة للوضعية الديمغرافية والعمرانية التي تعرفها المدينة والجهة، وتمتدّ مدة العقد على مدى خمس سنوات، وفق كناش تحملات، يتضمن شروطا صارمة وجب على المفوّض إليه احترامها؛ منها تلك المرتبطة بالأسطول والمستخدمين والتعريفة وغير ذلك.

امبارك أبحمان، أمين مال الجمعية سالفة الذكر، قال لهسبريس إن “الشركات والمؤسسات النائلة لصفقة تدبير مرفق نقل الإسعاف ونقل الأموات في أكادير شاركت في طلب العروض المفتوح لجميع المعنيين.. ونظرا لاستجابتها للمطلوب في كناش التحملات، فازت بكل شفافية بالصفقة، وتستغل القطاع لمدة خمس سنوات، تنتهي في شتنبر المقبل.. ولها الحق، وفق الفصل 14 من كناش التحملات، في تجديده مرة واحدة لنفس المدة بطلب من المستغل”.

وأضاف المتحدّث: “نحن كفاعلين محليين بقطاعي النقل بواسطة الإسعاف ونقل الأموات، نعتز بعملنا ونفتخر بالخدمات التي نقدمها للمواطنين.. كما نعرف جيدا ما لهذين القطاعين من أهمية، باعتبارهما قطاعات مشغلة وذات ارتباط مباشر بالمواطن، ونشتغل وفق إستراتيجية ترمي إلى إيجاد سبل الرفع من جودة الخدمات، مع الإقرار بوجود إكراهات وإشكالات عديدة يتم العمل على إيجاد حلول لها وفق مقاربة تشاركية مع كافة المتدخّلين”.

ومن أجل معرفة رأي المجلس الجماعي في الموضوع، ربطنا الاتصال بالدكتور أمل البقالي، نائبة الرئيس المكلفة بحفظ الصحة والوقاية، حيث اكتفت بالقول إن اجتماعات عديدة سيتم عقدها في الأيام المقبلة حول الموضوع، واعدة بالتواصل معنا بعد ذلك لمزيد من التوضيحات.

hespress.com