الخميس 24 دجنبر 2020 – 01:11
أعلنت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، أن الكسكس تراث لا مادي وجنسيته مغاربية. يأتي هذا الإعلان بعد أن احتار الحكماء والمثقفون والمنجمون وربما حتى العرافون، عن تحديد أصل هذا الطبق الشهي الذي اسمه “الكسكس”.
السياق التاريخي يقول إن المغرب الذي أدرك مبكرا أهمية السياحة التي تطورت عالميا، حتى أصبح المتخصصون في الاقتصاد يتحدثون عن صناعة اسمها “الصناعة السياحية”، اشتغل بكل جهد وتفان لكسب موقع متقدم في السوق الدولية للسياحة. وهو الأمر الذي يتطلب تثمين الموروث المعماري والثقافي والتراث اللامادي للبلد، وذلك لجعل المنتوج السياحي المغربي أكثر تنافسية في السوق السياحية الدولية. فمنذ سبعينيات القرن الماضي، عمل المغرب على تثمين تاريخه المعماري كصومعة الكتبية ومسجد حسان… والثقافي على رأسه ساحة جامع الفنا… وتراثه اللامادي كالكسكس المغربي والطنجية المراكشية…. والتراث الموسيقى على رأسه الملحون والطرب الأندلسي والغرناطي. وبعد أن استفاق حكام الجزائر من سباتهم، وأدركوا أهمية الصناعة السياحية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من اقتصادات الدول الصناعية كأمريكا وفرنسا وألمانيا والصين، بدؤوا في محاولة ولوج السوق السياحية التي خبِرها المغرب وطور مكانته فيها منذ عقود. وبدل الاستفادة من التجربة المغربية في المجال السياحي، وإرساء جسور التعاون بين البلدين لطرح منتوج مشترك ومتكامل، سار حكام الجزائر في طريق منازعة المغرب حتى في تراثه اللامادي، كالكسكس والطرب الأندلسي وغير ذلك. كل ذلك من أجل البحث عن موقع لهم في السوق الدولية للسياحة. وبدل تفعيل الذكاء والإبداع الإنساني، خاض حكام الجزائر معركة الكسكس مع المغرب بدعوى أنه طبق جزائري استولى عليه المغرب. لكن الكسكس بخضرواته المتنوعة ولحمه الطري، كان أذكى وأكثر حكمة من حكام الجزائر، حين تقدم بطلب لليونسكو باسم أربع دول مغاربية. رفضت المنظمة الأممية الطلب الجزائري القاضي بأن الكسكس هو جزائري فقط، وقبِلت طلب الكسكس الذي يقول بأنه كسكس مغاربي. وبذلك وَحَّدَ طابق الكسكس بين المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.
بعد معركة الكسكس، هل نشهد بريق أمل في اتحاد دول المغرب العربي، أم أنه سيقتصر على اتحاد “كسكس” المغرب العربي؟