بحثا عن منفذ جديد للترويج لأطروحتها المعادية لمصالح المغرب، تعود جبهة البوليساريو الانفصالية إلى استغلال ورقة “حقوق الإنسان” في الصحراء، بعد استنفاد كل الأوراق الدبلوماسية والعسكرية، حيث تحاول قيادة “الرابوني” الركوب على قضية “سلطانة خيا”، التي تنشط داخل التراب المغربي وتروج لأطروحة “الانفصال” في الصحراء، بينما يؤكد حقوقيون مغاربة أن الأمر يتعلق بـ”مسرحية” متكاملة الأركان تحاول المس بالاستقرار الداخلي في الأقاليم الجنوبية.

وتدعي الانفصالية المقيمة في مدينة بوجدور أنها تعرضت لإصابة على مستوى الوجه، بعدما قامت بتحدي السلطات العمومية، بينما تستغل جبهة “البوليساريو” الانفصالية هذا الحادث “الوهمي” لأغراض سياسية من أجل ضرب استقرار المدينة، حيث مباشرة بعد نشر “قصة” تعرض الناشطة الانفصالية للتعنيف داخل مواقع التواصل الاجتماعي، دعا مجموعة من انفصاليي الداخل إلى الاحتجاج وتحدي القوات العمومية.

وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وأمام تضارب المعطيات، قد أوصى بإجراء بحث من قبل النيابة العامة المختصة حول ما راج في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تعرض سلطانة خيا، من مدينة بوجدور، لإصابة على مستوى الوجه واتخاذ ما تراه ملائما من إجراءات قانونية في حال صحة ما ادعته المعنية بالأمر ونشر نتائج البحث.

وقام وفد عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون-الساقية الحمراء بزيارة إلى محل سكن سلطانة خيا بمدينة بوجدور، وذلك عملا بمقتضيات القانون رقم 76.15 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس. واستمع أعضاء الوفد، وفق المصدر ذاته، إلى تصريحات المعنية التي ادعت فيها تعرضها للرشق بالحجارة من طرف أحد عناصر القوات العمومية.

وفي هذا السياق، كشف نوفل البعمري، المحامي والحقوقي المغربي، أن “سلطانة خيا” هي نفسها من سبق لها أن قدمت صور أطفال غزة ضحايا القصف الإسرائيلي سنة 2010 على أنها “لأطفال صحراويين ضحايا القمع المغربي”، وفق تعبيرها.

وقال: “من تقوم بهذا الفعل الشنيع الذي أدى بكبريات الصحف الإسبانية إلى سحب تلك المادة التي نشرتها استنادا إلى ما صرحت به هذه السيدة، فهي قادرة على القيام بأي مسرحية، ومسرحية اليوم الهدف منها ليس النضال من أجل حرية الرأي والتعبير لأنهما كانا دائما مضمونين في الغالب داخل الأقاليم الصحراوية الجنوبية”.

وأضاف البعمري أنّ “هذه المرة يبدو أن الاستهداف كان موجها للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية المتواجدة بالصحراء المغربية، استهداف لهذه الآلية الوطنية التي تأسست على الاشتغال من خلال معايير باريس التي أهلتها منذ سنوات لتكون المخاطب المحلي والوطني في كل ما يتعلق بوضعية حقوق الإنسان في الصحراء، فهي مخاطب لدى مجلس حقوق الإنسان ومخاطب لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان”.

وشدد المتحدث على أن “سلطانة بعد أن قبلت استقبالها من طرف عضوة المجلس، تلقت لوما كبيرا وتْجبادْ وْذنينْ شديد من طرف أولياء نعمتها من البوليساريو، خاصة وأنهم سبق أن تلقوا عتابا شديدا على ما سموه (تراخي) نشطاء الداخل من الانفصاليين، وعدم افتعالهم لقضايا حقوقية مفبركة، وتأتي واقعة سلطانة في هذا الإطار لأن الفيديوهات التي تم توثيقها من طرفهم لم توثق أي تعنيف قد يكون السبب في تلك (الرضوض) التي نشرتها سلطانة”.

وأوضح الخبير في شؤون الصحراء أنّ “استهداف المجلس الوطني الآن، هو استهداف للآلية الوطنية التي أنشأها المغرب، وتكذيب سلطانة لاستقبالها من طرفهم، جاء بعد تنبيهها بقوة إلى كون قبولها الجلوس معهم هو اعتراف بهذه الآلية، وهو ما يُهدم أطروحة البوليساريو السياسية التي تتحدث عن وجود انتهاكات جسيمة حقوقية في (إقليم الصحراء الغربية)”.

واعتبر المحلل السياسي أن انفصاليي البوليساريو بعد ثلاثة أشهر من الحرب الافتراضية، و”القصف” الافتراضي والبيانات التي حولتهم إلى أضحوكة أمام العالم، “وعوا أن حربهم الإعلامية هاته قد فشلت في لفت انتباه العالم والأمم المتحدة إليهم، فما كان منهم إلا أن حركوا كراكيزهم، هذه المرة تم تحريك الكركوز سلطانة خيا لافتعال واقعة انتهاك حقوقي، لكن من حيث لا تدري قامت بإجهاض خطة من حركوها من خلال استقبالها من طرف عضوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان”.

hespress.com