الأربعاء 12 ماي 2021 – 08:27
لفت ائتلاف الأمراض النادرة بالمغرب إلى الوضعية الصعبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، ذلك أن متوسط بقاء المرضى على قيد الحياة يتقلص إلى سنتين أو ثلاث سنوات، بل حتى إلى بضعة أشهر بالنسبة للبعض، في ظل غياب التشخيص المبكر وصعوبة الولوج إلى العلاجات الفعالة، نظرا لتكلفتها الباهظة.
وأكد الائتلاف، بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم الرئوي، أن المرض يتطابق مع الارتفاع الكبير للضغط في الشرايين الرئوية، وينجم عن ضيق هذه الأوعية، ما يفضي إلى صعوبة تدفق الدم عبر الرئتين. ومع تزايد الضغط، يجب على القلب، خصوصا جانبه الأيمن، أن يعمل بدرجة أكبر لضخ الدم عبر الرئتين، ما يؤدي في النهاية إلى ضعف عضلة القلب وفشلها.
وحسب المصدر عينه فإن ارتفاع ضغط الدم الرئوي يصنف ضمن الأمراض النادرة التي تصيب نحو 3500 مغربي مصاب بنوع آخر من المرض؛ فأقل من ثلثهم يعانون من شكله الأولي الأكثر خطورة، الذي يصيب 1.7 امرأة لرجل واحد، بينما تكون ذروة حدوثه ما بين 30 و40 سنة.
وتابع البيان، الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، بأن ضيق التنفس يعد من الأعراض الرئيسية للمرض، إذ يحدث في أكثر من 90 بالمائة من الحالات، مصحوبا أحيانًا بألم في الصدر. لكن هذه العلامات لا تكفي في البداية للتنبيه إلى المرض، لأنها مشتركة مع العديد من الأمراض الأخرى، واستطرد: “بتسارع شديد تزداد هذه الصعوبات، وتظهر أعراض أخرى؛ من قبيل نوبات فقدان الوعي (الإغماء)، والدوخة مع التوعك، والتعب غير العادي، ثم وذمة في الساقين والقدمين ناتجة عن ضعف عضلة القلب وفشل القلب”.
وبخصوص العلاج، أبرز الائتلاف أنه بالكاد قبل 20 سنة لم يكن هناك أي دواء متاح لعلاج المرض، لكن حاليا بفضل التشخيص المبكر والعلاجات التي تهدف إلى توسيع الأوعية الدموية الرئوية، يتم التقليل من شدة الأعراض؛ ومن ثمّ يمكن للمرضى المصابين أن يعيشوا حياة طبيعية تقريباً.
وفيما يتمثل التحدي العالمي الآني في تحويل المرض من مميت إلى مزمن يمكن التحكم فيه، فإنه يؤدي إلى الموت المبكر في المغرب، في ظل غياب العلاج الملائم، ونقص الموارد المالية، وصعوبة الحصول على بعض الأدوية، بتعبير الجمعية، الذي شددت على عدم ممارسة تقنية زراعة الرئة بالمغرب، بوصفها الملاذ الأخير حين لا يكفي العلاج الدوائي لتخفيف الأعراض.