الأحد 10 ماي 2020 – 04:55
يتواصل مسلسل الاعتداء على الملك الغابوي بإقليم الحسيمة، خاصة بدائرتي تارجسيت وكتامة وجماعة إساكن، وتتضاعف معه جهود المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالحسيمة للحد من تخريب الموارد الطبيعية الغابوية على يد عدد من المخالفين، بغرض حيازة العقار الغابوي بطريقة غير قانونية من أجل زراعته بالقنب الهندي، مستغلين حالة الطوارئ الصحية المفروضة من طرف السلطات العمومية لمحاصرة تفشي وباء كورونا بالبلاد.
وقال محمد البوزياني، مهندس دولة رئيس مركز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية لكتامة، في تصريح لهسبريس، إن “المخالفين لا يراعون الظرفية العصيبة التي تمرّ منها البلاد، إذ يعرقلون من جهة المجهودات التي تقوم بها الدولة للحد من الوباء، ومن جهة أخرى يخرّبون الملك الغابوي في غياب تام للروح الوطنية”، مشيرا إلى أن “آخر اعتداء سجل ليلة الثلاثاء الماضي، وطال المكان المسمى “تمكونسا” التابع للغابة المخزنية لبني سدات، فرع إساكن الصغير، بجماعة وقيادة إساكن بإقليم الحسيمة”.
وأضاف البوزياني أن “عناصر المياه والغابات التابعة لمركز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية لكتامة تدخلت على الفور، للحد من الاعتداء المتمثل في حرث قطعة أرضية بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 509، على مساحة 2000 متر مربع، دون تسجيل أيّ حالة قطع للأشجار”، مضيفا: “تم ضبط هوية المخالف، واتخذت في حقه الإجراءات الردعية اللازمة طبقا للقانون”، موضّحا أن “المكان المذكور عرف اعتداءات مماثلة في السنوات السابقة، من طرف المخالفين أنفسهم ذوي السوابق القضائية”، معتبرا إياه “بؤرة صراع بين مجموعة من العائلات بالمنطقة”.
وتابع المتحدث ذاته: “بالموازاة مع المقاربة الزجرية، قامت المديرية الإقليمية للمياه والغابات بالحسيمة ببرمجة مشروع تنموي مندمج برسم سنة 2019، يهم تسييج وغرس الموقع سالف الذكر بأشجار الأرز، تبعا لتوصيات الاجتماعات المنعقدة بخصوص الصراع القائم بشأنه على المستوى الإقليمي والمحلي”، مؤكدا أن الأمر تم بتشاور مع ممثلي السكان المجاورين، “إلا أن المشروع عرف مجموعة من العراقيل، عقب تعرض بعض الأشخاص المنحدرين من المنطقة نفسها، بدعوى أن العقار يدخل ضمن ملكيتهم”، وفق قوله.
وحسب مصدر من المديرية الإقليمية للمياه والغابات بالحسيمة فإن “الاعتداءات على المجال الغابوي وموارده الطبيعية، بالإقليم، خاصة بدائرة تارجيست وكتامة، عرفت تفاقما، عبر قطع وتشويه الأشجار، وبناء “البراريك” والتعشيب المتبوع بالحرث، من أجل غرس القنب الهندي من طرف المعتدين”، موضحا أن الأمر “حذا بالإدارة إلى وضع برنامج استعجالي للتدخلات والإجراءات الردعية الصارمة، ضد المسؤولين عن تخريب الموارد الغابوية، بتنسيق تام مع السلطات الإقليمية والمحلية، والنيابة العامة، والدرك الملكي والقوات المساعدة، طبقا لمضامين الدورية المشتركة 321”.
المصدر ذاته أكد قيام الإدارة بتعبئة جميع الأطر والأعوان الغابويين، “والعمل ليل نهار في نكران تام للذات من أجل الحفاظ على ما تبقى من النظم الإيكولوجية المهمة التي تميز المنطقة”، وفق تعبيره، مشيرا إلى “قيامها بأكثر من 35 تدخلا ردعيا في هذه الفترة، لوقف الاعتداءات وضبط المخالفين، وتحرير أزيد من 350 محضر مخالفة منذ بداية هذه السنة”، مضيفا: “تم هدم 5 ‘براريك’ عشوائية، و4 صهاريج مائية، مع إعادة غرس قطع أرضية معتدى عليها بكل من دواوير تيغسا، أكرسيف، الواديين، أغماض، عين السبع، لوطا، زركت، إلى جانب مناطق أخرى بكل من دائرة تارجيست وكتامة”.
وختم المصدر ذاته حديثه لهسبريس بالقول: “للحفاظ على النظم الإيكولوجية وتطويرها بإقليم الحسيمة، قامت المديرية الإقليمية للمياه والغابات بغرس أكثر من 350.000 شجيرة من صنف الأرز والبلوط الفليني والعرعار والصنوبر البحري، والتي تعتبر من الأصناف المحلية المتأقلمة؛ كما قامت بتسييج الغابات على مساحة تزيد عن 680 هكتارا، من أجل حماية الموارد الغابوية بالإقليم”.