قلق من تزايد الحرائق التي تلتهم محاصيل المزارعين البسطاء بواحة كلميمة التابعة لإقليم الرشيدية، وسط استياء الأسر المحلية التي تعتمد على الفلاحة لكسب لقمة العيش،، في ظل التداعيات الاجتماعية الوخيمة لفيروس “كورونا” المستجد.
ونشبت مجموعة من الحرائق بالقرب من منازل حي “أوعثمان” طيلة الأسبوع الماضي، ما تسبّب في استنفار كبير للسلطات المحلية التي كثّفت من تحرياتها، بعدما تأكد أن الحرائق ناجمة عن سلوكيات بشرية “عمدية”، ولا يتعلق الأمر بدوافع طبيعية قد ترتبط بارتفاع درجة الحرارة.
وأفادت مصادر جمعوية بأن الظاهرة تتكرر كل سنة، فيما يظل الفاعل مجهولا إلى حدود الساعة، إذ التهمت النيران الكثير من محاصيل الزيتون والنخيل بواحة كلميمة سنة 2019، ما تسبّب في خسائر فادحة للمزارعين، لاسيما أنها تزامنت مع رياح قوية أجّجت الحرائق آنذاك.
وتوقفت الحرائق منذ مارس من السنة الماضية، وفق شهادات محلية، ثم عادت من جديد بحر الأسبوع المنصرم، ما أدى إلى استنفار كبير للساكنة، التي توجهت صوب السلطات الأمنية من أجل تكثيف المراقبة القبلية للحقول، ما من شأنه القبض على الفاعل.
وأشارت المصادر عينها إلى أن مريضا عقليا، ينحدر من دوار “تلوين”، كان متهما بإضرام النيران في حقول المواطنين، وتم القبض عليه من طرف المصالح المعنية قبل أن يتم إطلاق سراحه، مرجحة أن تكون تلك السلوكيات “عمدية” من طرف “شبكات” معينة، نظرا لاستعمال مواد مخصصة لإشعال الحرائق، التي تندلع بمناطق مختلفة في آن واحد.
وفيما تواصل السلطات المحلية تحرياتها لإيجاد المسؤول عن تلك الأفعال، باتت الأسر متخوفة من احتراق منازلها المجاورة للحقول الزراعية، إذ تكاد تصل النيران إلى البيوت في بعض الأحيان لولا تدخل مصالح الوقاية المدنية.
وتقدمت كثير من الجمعيات والهيئات المدنية ببعض الشكايات إلى الجهات المسؤولة قصد إيجاد حل نهائي لهذه المعضلة التي أصبحت تؤرق السكان، الذين فقدوا مورد رزقهم الوحيد، منبهة، أيضا، إلى الانعكاسات البيئية “الخطيرة” المترتبة عن الإحراق المتكرر لإحدى الواحات التاريخية بجهة درعة تافيلالت.
—