كشفت دراسة علمية نوعاً جديداً وغريباً من السحالي البحرية العملاقة كانت تعيش في العصر الطباشيري قبل 66 مليون سنة، وذلك بفضل رواسب فوسفاتية بالمغرب.

وأشرف على اكتشاف هذا “الموزاصور” الجديد الذي كان يعيش في عصر الديناصورات فريق دولي من باحثين ينتمون إلى عدة دول من بينها المغرب، حيث تبين لهم أن لديه أسناناً تشبه التي توجد لدى سمك القرش.

ونُشرت هذه الدراسة في العدد الأخير من مجلة “كريتاسيوس ريسورش”، وشارك فيها عالم الحفريات المغربي نور الدين جليل من متحف التاريخ الطبيعي بباريس وجامعة القاضي عياض بمراكش، ونيكولا لونغريش، من جامعة باث البريطانية، ونتالي

باردي، من جامعة السوربون الفرنسية، وأن شولب من مركز التنوع البيولوجي الطبيعي الهولندي.

وجرى اكتشاف هذا النوع الجديد من السحالي المائية آكلة اللحوم المنقرضة في رواسب فوسفاتية بالمغرب. وذكرت الدراسة أنه يمكن لهذا الزاحف اللاحم، بفضل الفك الذي يتوفر عليه، أن يهجم على فرائس أكبر منه بكثير.

وأطلق على هذا النوع الجديد اسم “كزينودينس كالمينشاري”، في إحالة على أسنانه، فـ”كزينودينس” تعني “السن الغريب” باللغة اليونانية، و”كالمينشاري” تعني باللغة العربية “مثل المنشار”.

وقال الدكتور نيكولا لونغريش، كبير المحاضرين في مركز ميلنر للتطور بجامعة باث والمؤلف الرئيسي للدراسة: “قبل 66 مليون سنة كانت سواحل القارة الإفريقية أخطر البحار في العالم بأكمله”.

وأضاف لونغريش، وفق ما نقله بلاغ صحافي أصدرته جامعة باث حول هذا الاكتشاف العلمي الجديد، أن “التنوع الذي كان يطبع الحيوانات المفترسة في القارة الإفريقية لا يوجد في مكان آخر”.

وينضاف الموزاصور الجديد إلى قائمة باتت تشهد تحييناً مستمراً من الزواحف البحرية والديناصورات التي تعود إلى العصر الطباشيري بفضل رواسب اكتشفت في المغرب، الذي كان قبل 66 مليون سنة مغموراً تحت البحر.

وأشارت الدراسة إلى أن الحيوانات كانت تعيش قبل مليون سنة قبل أن يضرب كويكب الأرض في نهاية العصر الطباشيري، منهياً بذلك عهد الديناصورات، إذ تسبب في محو 90 في المائة أو أكثر من جميع الأنواع الحيوانية على الأرض.

وحسب الدراسة فإن التنوع الكبير الذي تكشف عنه الدراسات العلمية في هذا الموضوع يؤكد أن النظام البيئي لم يكن في حالة تدهور قبل اصطدام الكويكب، بل كانت الزواحف البحرية تتوسع في التنوع قبل أن تنقرض فجأة.

وقالت الدكتورة نتالي بارديت، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس: “أعمل على الموزاصور منذ أكثر من عشرين عاماً، وبشكل أكثر تحديداً على تلك الموجودة في رواسب الفوسفاط بالمغرب التي أعرفها جيداً.. يجب أن أعترف أنه من بين الأنواع العشرة التي أعرفها يبقى هذا النوع ذو أسنان غريبة وغير عادية إلى درجة أني اعتقدت في البداية أنه الكيميرا (مخلوق غريب متداول في الأساطير اليونانية القديمة) أعيد بناؤه باستخدام حفريات مختلفة”.

من جهته، قال الدكتور نور الدين جليل، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس وجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، إن “الموزاصور الجديد بأسنان القرش هو تكييف جديد للموزاصورات، وهو مدهش للغاية إلى درجة أنه بدا كأنه مخلوق عجيب من خيال فنان”.

وأشار الباحث المغربي، في تصريح نقلته جامعة باث البريطانية: “هذا الاكتشاف الجديد هو دليل آخر على التنوع البيولوجي القديم وغير العادي لبحر الفوسفاط. يبدو الأمر كما لو أن الطبيعة تكافح للعثور على كل التوليفات من أجل استغلال أفضل لمصادر الغذاء”.

hespress.com