حافلات وسيارات أجرة مكتظة بالركاب تخالف الإجراءات الاحترازية الموصى بها من لدن وزارة الصحة، ما قد يهدد بنشر بؤر وبائية بالعاصمة الاقتصادية التي تتواصلُ بها الحملة الوطنية للتلقيح منذ أيام عدة.
وطالبت كثيرٌ من الفعاليات المدنية والحقوقية بضرورة تدخل السلطات قصد فرض احترام القانون بالحافلات العمومية المؤقتة، التي يرتقب استبدالها في غضون الأيام القليلة القادمة بعد جلب الحافلات الجديدة.
وأصبحت سيارات الأجرة الكبيرة معنية أيضا بهذا النقاش، بسبب عدد الركاب الذي يتعدى النسبة القانونية المسموح بها من طرف مصالح وزارة الداخلية، إذ اشتكى بعض المواطنين من احتفاظ السائقين بـ”التسعيرة الاستثنائية” رغم عدم احترام العدد القانوني من الزبائن.
وأصبح مشهد الحافلات المكتظة يثير قلق الفاعلين الصحيين بالقطب المالي أيضا، ففي وقت شرعت الدولة في تلقيح الفئات المستهدفة من أجل تحقيق المناعة الجماعية، تخالف المركبات العمومية تدابير السلامة الصحية.
ومع قرب جولان الحافلات الجديدة منتصف الشهر الجاري بشوارع وأحياء الدار البيضاء، أطلق نشطاء المدينة حملة محلية ترمي إلى تحسيس المواطنين بأهمية احترام الإجراءات الوقائية في الحافلات، واحترام العدد القانوني من الركاب.
ويُرجع البعض الاكتظاظ الكائن بالحافلات العمومية إلى التوقيت الرسمي المعتمد في ظل حالة “الطوارئ الصحية”، إذ يغادر أغلب الناس مقرات العمل في حدود السادسة مساءً، فيما تتوقف حركة الحافلات في الثامنة مساءً، ما يدفع المواطنين إلى “التدافع” من أجل الوصول إلى محال السكنى قبل موعد حظر التجوال الليلي.
وباتت حافلات المدينة تُسمّى “ناقلات الوباء” نتيجة الاكتظاظ الشديد الذي تعرفه في الفترة المسائية، تحديدا من الساعة السادسة، حيث يصطف الناس في طوابير طويلة في انتظار قدوم الحافلة، وهي المعضلة التي يأمل السكان وضع حد لها مع الحافلات الجديدة.