قدم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عرضا مستفيضا توقف من خلاله على أهم التطورات السياسية التي يعرفها المغرب في ظل استمرار الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19 على الاقتصاد الوطني، داعيا المواطنات والمواطنين إلى مواصلة الالتزام بالتدابير الاحترازية.
ووفق بلاغ توصلت به هسبريس، سجل رئيس الحزب في عرضه، بمناسبة اجتماع عن بعد للمكتب السياسي، بارتياح كبير، تحسن الظروف المناخية للموسم الفلاحي الحالي وارتفاع احتياطي السدود، بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، التي همت مختلف ربوع البلاد.
وعلاقة بالقضية الوطنية، أشاد المكتب السياسي مجددا بالنصر الدبلوماسي الذي حققته المملكة بعد اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، مشيدا بالمجهودات المتواصلة للملك محمد السادس دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة، ومنوها بعمل الدبلوماسية المغربية، وبإعلان افتتاح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة.
وتفاعلا مع النقاش الدائر حول التمثيلية السياسية للشباب، اعتبر التجمع الوطني للأحرار أنه من منطلق قناعته بضرورة إشراك الشباب في صناعة القرار السياسي وتدبير الشأن العام من أجل بناء مغرب المستقبل، أكد مجددا دعمه التام لدعوات الشباب المغربي ولمبادرات الشبيبات الحزبية ومطالبها لتحقيق مزيد من مكتسبات التمكين السياسي، التي تضمن حضورا وازنا لهاته الفئة الهامة في تدبير الشأن العام محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابيا على الحياة السياسية.
وبهذه المناسبة، عبر المكتب السياسي عن قلقه من تأخر الحكومة في تقديم النصوص القانونية المرتبطة بالاستحقاقات المقبلة، التي تعد مدخلا أساسيا لتعزيز ثقة المواطنين في البناء الديمقراطي، وكذا لتحفيز المشاركة في الانتخابات المحلية والوطنية، داعيا جميع الفرقاء السياسيين إلى الانخراط الجماعي بكل روح وطنية لإنجاح الاستحقاقات المقبلة.
ودعا المكتب السياسي كافة التجمعيين إلى مواصلة العمل الميداني والترافع الواعي لتحصين وترصيد المكتسبات الأمازيغية باعتبارها خيارا إستراتيجيا.
وفي هذا السياق، عبر المكتب السياسي عن اعتزازه بمقترح القانون الذي تقدم به الفريق النيابي للحزب بمجلس النواب، المتعلق بترسيم السنة الأمازيغية وجعلها يوم عيد.
وارتباطا بالشأن التنظيمي، اطلع المكتب السياسي على تقرير اللجنة المكلفة بمراقبة مالية الحزب، الذي تناول بالتفصيل الحسابات السنوية لسنة 2020، وحظي بمصادقة المحاسبين الماليين، وكافة أعضاء اللجنة الذين أوصوا بعرضه على المجلس الوطني في دورته المقبلة.
كما صادق المكتب السياسي على مشروع ميزانية الحزب لسنة 2021، موصيا كذلك بتضمينها في جدول أعمال الدورة المقبلة للمجلس الوطني؛ وتطرق أيضا للعديد من القضايا المتعلقة بالشؤون الداخلية للحزب، من بينها إطلاق برنامج “أكاديمية التجمع الوطني للأحرار” (RNI Academy)، انسجاما مع التوجيهات الملكية التي تؤكد على أهمية الرقي بالعمل السياسي في تدبير الشأن العام.
وأجمع المكتب ذاته على أهمية هذه المنصة الخاصة بتكوين مرشحي “الأحرار”، “إذ تعتبر إضافة نوعية للمشهد السياسي الوطني وسابقة في تاريخ الأحزاب السياسية بالمغرب”.
وكلف المكتب السياسي عضوه محمد القباج بمهمة تفعيل هذا البرنامج الطموح، بتنسيق مع اللجنة الوطنية للانتخابات ومنسقي الحزب جهويا وإقليميا، في أفق تفعيل مضامين عقود النجاعة، وتكوين جميع المرشحات والمرشحين باسم التجمع الوطني للأحرار في الاستحقاقات المقبلة.
وخلال الاجتماع قدم محمد بوسعيد عرضا أمام أعضاء المكتب السياسي حول التقرير النهائي لبرنامج “100 يوم 100 مدينة”، “الذي يعد برنامجا للاستشارة العمومية الواسعة، ومبادرة مبتكرة في تاريخ العمل الحزبي، تستهدف وضع برنامج تنموي خاص بكل مدينة من المدن المتوسطة، كما ارتأته ساكنة هذه المدن”.
كما هنأ المكتب السياسي زبيدة توفيق إثر انتخابها رئيسة لمجلس جماعة المحمدية، وأشاد بالتعبئة الجماعية والنتائج المشرفة للحزب خلال الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة الرشيدية.
واطلع المكتب ذاته على مخرجات لجان التعيين التي أشرفت على دراسة الترشيحات المتعلقة ببعض الأقاليم؛ وبعد استشارته، طبقا للمادة 21 من النظام الأساسي، تقرر تعيين الوالي بنك منسقا إقليميا بإقليم أسا الزاك، ومحمد المستاوي منسقا إقليميا بإقليم مديونة.
وفي نهاية الاجتماع، قرر المكتب السياسي الدعوة إلى عقد الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب يوم 6 فبراير القادم في الحادية عشرة صباحا، بتقنية المحادثة المصورة، طبقا لمقتضيات النظامين الأساسي والداخلي للتنظيم.