الاثنين 07 دجنبر 2020 – 01:05
يقتني المستهلكون في مدينة سلا حاجياتهم من الخضر والفواكه في عدد من الأسواق العشوائية المبثوثة في مختلف أرجاء المدينة، وسط فضاءات تنعدم فيها أبسط شروط النظافة والشروط الصحية، نتيجة انتشار النفايات وحتى الكلاب الضالة.
داخل أحد أركان الفضاء المخصص لبيع السمك في السوق العشوائي بحي تبريكت، ينام كلب أسود على كنبة بجانب برْكة من المياه الآسنة، وخلْفه تظهر لافتة مقلوبة تحمل شعار حزب العدالة والتنمية المسيّر للمدينة، في مشهد معبّر عن حال الأسواق العشوائية في سلا.
في كل صباح تتحول عدد من الأزقة والشوارع في عَدوة الرباط إلى ما يشبه مناطق ريفية، فعلاوة على العشوائية وأكوام النفايات التي تتخبط فيها أسواق بيع الخضر والفواكه وغيرها من المواد الاستهلاكية، يصادف المرء قطعانا من الخرفان والماعز تقتات من مخلّفات الخضارين.
وفي المساء، عندما ينسحب الباعة من الفضاءات التي يعرضون فيها بضائعهم، تتحول هذه الأخيرة إلى أماكن تعج بالنفايات الناجمة عن بقايا الخضر والفواكه وأحشاء ورؤوس الأسماك وعُصارتها، وسط العمارات المأهولة بالسكان، في انتظار قدوم عمال النظافة.
ولا يقتصر التلوث الذي تغرق فيه الأسواق العشوائية في مدينة سلا على الفضاء فقط، بل إنه يطال أيضا ما يصل إلى بطن المستهلك، بسبب انتشار الكلاب الضالة والقطط التي تحوم بين الخضارين على الأرصفة، بل إنها تصعد فوق الدِّكك التي يعرض عليها بائعو السمك بضاعتهم، كما هو الحال في السوق العشوائي بحي تبريكت.
ورغم تشييد أسواق نموذجية لإيواء الباعة المتجولين في سلا، فإن هذه الأسواق بنفسها “اختير مكان إقامتها بشكل عشوائي، إضافة إلى ضيْق مساحة المربعات المسلّمة للباعة، وهو ما يحول دون بقائهم داخلها”، يقول الفاعل الجمعوي والحقوقي بلمعلم التوهامي.
وأضاف المتحدث ذاته أن الأسواق العشوائية تشكل خطرا على صحة المستهلكين، في ظل غياب الشروط الصحية اللازم توفرها في هذه الفضاءات، وزاد موضحا: “أماكن بيع السمك مثلا يجب أن يتوفر فيها الماء، وصناديق القمامة، لكن هذا غير متوفر، ما يجعلها قبلة للكلاب بحثا عن البقايا التي يتم التخلص منها”.
إشكال آخر أشار إليه بلمعلم، يتعلق بصرف ميزانيات كبيرة على إحداث الأسواق، لكنها لا تُستغل، كما هو الحال بالنسبة للسوق المقابل لدار الشواري في حي السلام، قائلا: “هذا السوق رائع، ولكنه مُغلق، وهناك أسواق أخرى مثله، بسبب غياب التخطيط الجيد”.