صدر حديثا للأكاديمي أحمد الفراك، رئيس شعبة الفلسفة بكلية أصول الدين بتطوان، كتاب موجه للباحثين حول ضوابط إعداد البحوث العلمية.
ووصل هذا المؤلف المكتبات بعنوان “دليل الباحثين الوجيز في إعداد البحوث العلمية”، ونفدت طبعته الأولى، ومن المرتقب أن تصدر قريبا طبعته الثانية.
يتحدث الكتاب عن مقصده المتمثل في تقديم “مُعين على تجاوز أخطاء البحث”، بغية “مساعدة الطلبة والباحثين في مجالات الفلسفة والعلوم الإسلامية والإنسانية والقانونية على إنجاز بحوثهم بجودة وجدية”.
يقول الكتاب إن حاجة الطلبة الباحثين إلى معرفة ضوابط البحث العلمي وتقنياته قائمة وسابقة عن غيرها؛ إذ “بها يتخذ الباحث لنفسه مسارا بحثيا يستفيد فيه من خبرات الباحثين السابقين، ويستقل بذاتيته البحثية، ويحترم تقاليد البحث العلمي التي تجري وفق قواعدها الأعمال العلمية، سواء منها المشترك بين جميع العلوم أو الذي ينفرد به تخصص علمي عن غيره”.
ويذكر الكتاب أن “البحث العلمي ليس ميسرا لجميع الناس؛ إذ هو حقل مخصوص من بين حقول كثيرة يشتغل بها الإنسان وينتج فيها معارفه”، وهو “احتراف له أهله ممن تميزوا بالفطنة والكياسة والرغبة والصبر في ميادين العلم والتفكر والنظر والتناظر، والتجريب والتدريب، وتدربوا على السؤال والجواب في العلم، وكابدوا الليالي في فك معضلاته، وفهم مستغلقاته، بعيدا عن الخوض العامي الرائج في الأوساط غير العلمية”، علما أن الباحثين ليسوا سواء؛ فـ”منهم السابق الجِهبذ، ومنهم المقتصد المجتهد، ومنهم الدعي الكسلان الذي لا يسمى باحثا إلا إداريا”.
وفضلا عن تذكيره بأهمية البحث العلمي وأهدافه، من اكتشاف للحقيقة العلمية وشرح للمعارف الغامضة وجمع لما تفرق من المواد ورد للباطل من الدعاوى، يخصص الفراك محاور كتابه هذا لعرض ضوابط البحث التربوية، والعلمية المنهجية، والأخلاقية والأكاديمية، والزمنية، والشكلية.
كما يخصص الأكاديمي محاور دليله لعرض إجراءات البحث العلمي من تنظيم للمقروء، وتقييد للأفكار، و”أشكلة” للموضوع، وتحليل للمعطيات، ومقارنة للمواقف، قبل أن ينتقل إلى مراحل كتابة البحث العلمي، ثم طرائق التوثيق فيه.
وأحمد الفراك أستاذ للفلسفة والفكر بجامعة عبد المالك السعدي، رئيس فريق البحث “علوم ومعارف” بكلية أصول الدين-عبد المالك السعدي، وعضو مركز سراج للأبحاث والدراسات بلندن ومركز ابن غازي ومركز فاطمة الفهرية.
ومن بين كتب المؤلِّف: “فلسفة المشترك الإنساني: بحث في العوائق المنهجية والمعرفية”، و”آليات التقريب التداولي وتشغيل المنطق في الفكر الإسلامي”، و”الوجيز في الفلسفة”.
