قالت الأميرة للاحسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إن المؤسسة “تبذل، منذ أزيد من عقدين، جهودا من أجل تطوير برامج مختلفة من شأنها تقليص التأثير السلبي للإنسان على الطبيعة أو القضاء عليه”؛ وذلك عبر رسالة فيديو، في أشغال المؤتمر العالمي لليونسكو حول التربية من أجل التنمية المستدامة، الذي ينعقد عن بعد خلال الفترة ما بين 17 و19 ماي 2021.
وأضافت الأميرة: “يحثنا أخي، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يولي أهمية كبيرة لهذه الإشكالية منذ سنوات شبابه، على تطوير مقاربات طموحة ومتجذرة في الحاضر ومتطلعة بحزم نحو المستقبل”.
وفي هذا الإطار، تضيف الأمير للاحسناء في كلمتها: “حرص صاحب الجلالة على تذكيرنا بأن المدرسة في صلب هذه الرهانات الإنمائية، ولاسيما الرهان البيئي”.
وأضافت أن المدرسة تتكلف بالتعليم وتلقين المعارف؛ “لكنها بشكل عام وبالأولوية، فضاء للتربية وتلقين القيم. لذلك، تعد تربية الشباب على احترام البيئة دليلا على الإيمان بوعد عالم جديد أكثر انسجاما واستدامة”، موردة أن المغرب “يعد واحدا من البلدان الثلاثة عبر العالم التي أطلقت تجارب نموذجية في إطار برنامج غلوبل سكولس التابع لمنظمة اليونسكو”.
وزادت: “إننا فخورون لكوننا شركاء منظمة اليونسكو، حيث نتعاون معها، منذ سنة 2020، من أجل دمج التربية البيئية في المقررات المدرسية بالنسبة لجميع المستويات وحتى الباكالوريا”. كما دعت إلى الإسراع بتنفيذ هذا الإجراء الحاسم، والالتزام بشكل راسخ، خلال هذه العشرية، “بجعل التربية على التنمية المستدامة أولوية قصوى”.
ولفتت الأميرة الانتباه إلى أنه يفصلنا جيل كامل عن قمة ريو، “لذلك من اللازم أن نفكر في الأسباب التي حالت دون إدخال التربية على التنمية المستدامة في المقررات الدراسية”.
جدير بالذكر أنه افتتحت، اليوم الاثنين ببرلين، عبر تقنية التناظر المرئي، أشغال المؤتمر العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حول التعليم من أجل التنمية المستدامة، وذلك بمشاركة المغرب.
ويضم هذا المؤتمر العالمي نحو 2500 مشارك، بمن فيهم 81 وزيرا للتعليم، إلى جانب الفاعلين الرئيسيين الملتزمين بتغيير التعليم، حتى يتمكن جميع المتعلمين من مواجهة الأزمة المناخية، وفقدان التنوع البيولوجي، وجميع تحديات التنمية المستدامة الأخرى.
ويتوخى هذا المحفل الدولي، الذي ينظم بالتعاون مع الحكومة الألمانية، بلورة إستراتيجيات لإدماج التربية على التنمية المستدامة في جميع مستويات التعليم والتكوين، تماشيا مع إطار عمل جديد.
وعلى مدى ثلاثة أيام، ستسلط أشغال المؤتمر الضوء على الوسائل المثلى لتسخير التعليم من أجل مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي والاقتصادات الخضراء والدائرية والتقدم التكنولوجي وإقامة علاقات مرنة مع الكوكب بفضل التعليم. كما سيبحث المشاركون الوسائل الكفيلة بتعزيز قدرات المعلمين، وتمكين الشباب واتخاذ إجراءات محلية عبر التعليم من أجل التنمية المستدامة. وسيتوج المؤتمر بـ”إعلان برلين للتعليم من أجل التنمية المستدامة”، والذي سيقترح سلسلة من السياسات تشمل التدريس والتعلم والتكوين المهني والالتزام المدني.