تتوالى الاستقالات من حزب العدالة والتنمية المتزعم للتحالف الحكومي، بسبب المشاكل والخلافات الداخلية التي يعرفها الحزب، حيث التحق بكوكبة المستقيلين محمد ادبركة، مستشار بمجلس مقاطعة حسان بالرباط، وخالد بنعبود، عضو عامل بحزب العدالة والتنمية.

وتعود استقالة العضويْن المذكورين من حزب “المصباح” بسبب “الإقصاء والتهميش الممنهجين”، كما جاء في طلب الاستقالة من عضوية حزب العدالة والتنمية، الذي وجهه محمد ادبركة إلى الكاتب الإقليمي للحزب بالرباط.

وذهب المستشار المستقيل إلى القول، في نص طلب الاستقالة الذي تتوفر عليه هسبريس، إنه يتعرض بعدم الإنصاف من لدن هيئات الحزب الإقليمية على الرغم من المراسلات المتكررة التي رفعها إلى الكتابة الإقليمية في موضوع المضايقات التي يتعرض لها من قبل رئيسة مجلس مقاطعة حسان.

وأشار المستشار المستقيل إلى أن آخر المضايقات التي تعرّض لها كانت هي سحب التفويض بالتوقيع بالملحقات الإدارية والحالة المدنية، وإيقاف الخط الهاتفي الموضوع رهن إشارته بصفته الانتدابية دون سابق إنذار، ودون أن يعرف السبب الكامن وراء تلك الخطوة.

وتقدم ادبركة بشكاية إلى الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بالرباط في موضوع المضايقات التي يتعرض لها، دون أن يتلقى جوابا، بحسب طلب الاستقالة الذي دبّجه. وفي الوقت الذي استمع فيه عبد العالي حامي الدين، الكاتب الجهوي للحزب، إلى محمد ادبركة فإن رئيسة مجلس مقاطعة حسان رفضت أن يستمع المسؤول الحزبي الجهوي المذكور إلى رأيها في الموضوع.

ادبركة قال إن المعاملة التي تعرّض لها “جعلتني أشعر بالظلم وعدم الإنصاف والتماطل في التفاعل مع وضعيتي والقيام بالمتعين”؛ ما دفعه إلى تقديم استقالته من حزب العدالة والتنمية.

بدوره، قال خالد بنعبود، الذي يتوفر على مسار طويل من النضال في صفوف حزب العدالة والتنمية دام 25 عاما، تدرج خلالها في عدد من أجهزة الحزب، إن استقالته جاءت لأسباب عديدة؛ في مقدمتها شعوره بخيبة أمل عميقة وبالظلم.

ويضيف المتحدث، في نص طلب استقالته، أنه شعر “بخيبة أمل عميقة وبغضب شديد من حزب لم يتوقف عن ظلم، بل واستصغار مناضليه الأوفياء من أبناء مقاطعة حسان؛ وذلك منذ الولاية الجماعية 2009-2015، وطيلة الولاية الحالية المشرفة على نهايتها”.

وسرد الفاعل الحزبي المستقيل من حزب العدالة والتنمية نماذج مما وصفه بـ”شواهد الظلم البواح”، مشيرا إلى إيلاء رأس اللائحة في استحقاقين متتاليين في 2009 و2015 إلى أعضاء من خارج تراب مقاطعة حسان، “وكأن أمهات مناضلي الحزب من أبناء مقاطعة حسان لم ينجبن كفاءات”، على حد تعبيره.

وفي الوقت الذي يفاخر فيه حزب “المصباح” بتوفره على آلية ديمقراطية لاختيار المرشحين في الانتخابات، قال بنعبود إن الحزب “ضرب الديمقراطية الداخلية بمقاربة النوع الاجتماعي لإقصاء نصر الدين بنسليمان، قيدوم مستشاري الحزب بجماعة الرباط وقيدوم أعضاء الحزب بمقاطعة حسان ونائب رئيس مقاطعة أكدال الرياض سابقا، من الترشح لرئاسة مجلس مقاطعة حسان، على الرغم من تصويت الأغلبية الساحقة لمستشاري الحزب عليه”.

وذهب خالد بنعبود إلى القول إن “حزب العدالة والتنمية بجميع أجهزته التنفيذية الوطنية، من أمانة عامة، وإدارة عامة، والأجهزة الجهوية والإقليمية والمحلية، سجل “عجزا تاما وكارثيا، بالرغم من كل ترسانته القانونية والتنظيمية والانضباطية الفريدة، عن إصلاح ما أفسده التقدير غير الموفق لقيادة الحزب آنذاك، والتي راهنت على مقاربة النوع في إيلاء رئاسة مجلس مقاطعة حسان لغير من انتخب لها ديمقراطيا”.

وختم العضو المستقيل من حزب العدالة والتنمية رسالة استقالته بالتأكيد على أن “مرارة وآلام” الأسباب التي سردها “كانت كافية بالنسبة لي لكي أطوي صفحة عضويتي ونضالي بحزب العدالة والتنمية”.

hespress.com