الخميس 16 يوليوز 2020 – 08:00
تعيش الأطر الصحية في “عاصمة البوغاز” على وقع احتقان متواصل خلال الأيام المنصرمة، نتيجة البؤر الوبائية التي أنهكت “الجيش الأبيض”، وتسبّبت في تزايد الإصابات وسط صفوف العاملين بالمؤسسات الاستشفائية.
لذلك، أعلن التنسيق النقابي الخماسي الممثل للأطر الصحية في طنجة عن تنظيم وقفة احتجاجية غدا الخميس، من أجل المطالبة بـ “حل المشاكل ومعالجة الاختلالات التي يعرفها القطاع، حيث تتفاقم آثارها السلبية يوما بعد يوم”.
وسجلت النقابات الصحية المحلية بالإقليم، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، “الإنهاك غير المسبوق للأطقم أمام البؤرة المهنية الصحية، وتراكم الإخفاقات”، مستغربة “خلق جو التشنج والاحتقان، والتستر على الواقع المر الذي يعيشه القطاع بالإقليم”.
وفي هذا الصدد، قال مصطفى جعا، إطار صحي في مستشفى محمد الخامس بطنجة، إن “التوتر الحالي مرده إلى غياب التواصل من قبل المديرة الجهوية للقطاع، حيث تشكو الأطقم قلة الموارد البشرية وندرة وسائل الحماية، ما أدى إلى إنهاك الأطباء والممرضين والتقنيين”.
وأضاف جعا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “حالة الإنهاك أسفرت عن تزايد الإصابات وسط الشغيلة الصحية، التي وصلت إلى قرابة 40 حالة”، موردا أن “النقابات كانت تتفادى الاحتجاج وسط الحجر الصحي، فكانت تكتفي بإصدار البيانات، لكن غياب الحوار اضطرّها إلى خوض الاحتجاج”.
وأوضح الفاعل النقابي أن “مستشفى طوفار كان يستقبل أولى حالات الإصابة بالوباء إلى حد الآن، ما تسبّب في إعياء الأطقم الصحية التي تطالب بتبديلها قصد أخذ قسط من الراحة، لكن ضعف الموارد البشرية يحول دون ذلك”.
ولفت المتحدّث لهسبريس إلى أن “مستشفى طوفار يوفر 80 سريراً، ثم انضاف إليه مستشفى القرطبي، وتلاه مستشفى محمد الخامس الذي خصص لفرز حالات الإصابة، لكن البؤر المهنية الأخيرة ضاعفت الأعداد التي بلغت 200 حالة في اليوم أحيانا”.
وأمام الوضع الصحي المتأزم، وفق المصرح لهسبريس، جرت الاستعانة ببعض المراكز الأخرى لاستقبال المصابين، بينها فندقان، لكنه سجل “ضعف الموارد البشرية في العملية برمتها، بالنظر إلى إصابة عدد كبير منها بأمراض مزمنة ومهنية، إلى جانب ارتفاع معدلات الشيخوخة”.
وختم الإطار الصحي تصريحه بالقول إن “العرض الصحي في إقليم طنجة ضعيف بالمقارنة مع مدن أخرى، لا سيما أنه ثاني قطب اقتصادي، لكنه لا يتوفر على مركز استشفائي، بل يتضمن مستشفيات عادية يعود عمرها إلى عقود مضت”.