رفضت الشركات الأجنبية المستثمرة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية الاستجابة لدعوات جبهة البوليساريو الانفصالية بالانسحاب من المنطقة، وذلك رغم استخدام “بروباغندا الحرب الوهمية” منذ نجاح القوات المسلحة الملكية المغربية في طرد المليشيات الانفصالية من معبر الكركرات الحدودي.

واستغلت جبهة البوليساريو الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وبرلين من أجل محاولة إقناع شركات ألمانية بسحب استثماراتها من الصحراء المغربية، لكن المستثمرين الألمان رفضوا ذلك وأكدوا على ضرورة تعزيز الشراكة الاقتصادية مع المغرب، بالنظر إلى موقعه الإستراتيجي وسياسته الناجحة في القارة الإفريقية.

ورغم ضغوطات الجزائر والأصوات الانفصالية، رفضت الشركة الألمانية العملاقة “دي إتش إل” المتخصصة في الخدمات اللوجيستية والمتواجدة في مدينة العيون المغربية سحب استثماراتها من المنطقة.

وشدد عدد من المساهمين خلال اجتماع الجمعية العمومية للشركة الأم “دويتشه بوست” على ضرورة تعزيز أنشطة الشركة بالصحراء المغربية وتطويرها، وذلك رغم تنظيم نواب ألمان ندوة رقمية طالبت شركات بلادهم بسحب استثماراتهم من الصحراء.

وكان السفير الألماني بالرباط أكد أن الحكومة الألمانية لا تفرض على الشركات الألمانية أي قيود أو توجيهات بشأن المناطق التي يجب أن تستثمر فيها، مشيرا إلى وجود شركات ألمانية تستثمر بالمنطقة مسبقا.

وأكد السفير غوتز شميدت، في حوار سابق له مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أنه لا يوجد أيّ قرار رسمي ألماني أو في إطار الاتحاد الأوروبي يدعو إلى مقاطعة الاستثمار بالصحراء، لافتا إلى أن الشراكة التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي تضم أيضا الأقاليم الجنوبية.

وفي الجارة الشمالية إسبانيا، تحركت جبهة البوليساريو عبر بعض الهيئات القليلة الموالية لها، من أجل ممارسة ضغوطات على الشركات الإسبانية المتواجدة بالصحراء المغربية.

وفي هذا الصدد، وجه “ممثل” جبهة البوليساريو بإسبانيا رسالة إلى شركة “روساريو” الإسبانية المختصة في عمليات التجميد، من أجل سحب استثماراتها من الصحراء المغربية، لكنها تجاهلت رسالة التنظيم الانفصالي.

وراهنت جبهة البوليساريو على “بلاغاتها العسكرية الوهمية”، التي بلغت 131 بلاغاً، لزرع الخوف في نفوس المستثمرين الأجانب بعد فشل معاركها القضائية في المحاكم الدولية، لكن حقيقة الوضع الهادئ في الأقاليم الجنوبية يكذب ويفند كل هذه المزاعم.

والأسبوع الماضي، أصدرت المحكمة العليا في نيوزيلندا قراراً شكل نكسة كبرى لجبهة البوليساريو الانفصالية، بعدما سعت إلى الطعن في استثمارات نيوزلندية لها علاقة بواردات الفوسفاط من فوسبوكراع في الصحراء المغربية.

ويرتقب أن تمر الاستثمارات الأجنبية في الأقاليم الجنوبية إلى السرعة القصوى بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وفتح عدة دول عربية وإفريقية قنصلياتها بين مدينتي العيون والداخلة.

hespress.com