خلّف انسحاب عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، من العمل السياسي في الفترة المقبلة لاعتبارات ذاتية وموضوعية، الكثير من الجدل الوطني بشأن “الأخلاق السياسية” المتجذرة في المشهد الحزبي، بالنظر إلى ترشح “البرلمانيين الشيوخ” في كل محطة انتخابية.
وتوجد مجموعة من “الوجوه البرلمانية” التي ظلت تترشح بشكل دائم مع حلول “موسم الانتخابات” طيلة السنوات الماضية، بل إن بعض “نواب الأمة” يحملون وراءهم ممارسة برلمانية تمتد لأزيد من عشرين سنة بشكل متتالٍ، فيما تظل النجاعة غائبة على مستوى التحصيل الميداني المطلوب.
ويضطر الشباب إلى “مقاطعة” الحياة السياسية اعتباراً لتفشي هذه السلوكيات داخل المشهد الحزبي الوطني، حيث تتشبث كثيرٌ من التنظيمات بـ”النواب الشيوخ” في كل اقتراع انتخابي، ما يتناقض مع خطابها السياسي الذي ينادي بتشبيب النخب الحزبية.
وفي هذا الصدد قال محمد بودن، الباحث السياسي، إن “هذه الظاهرة في الواقع ليست مغربية فقط، وتعود لعوامل عدة، إذ لا يرغب بعض الشيوخ في حرمان أنفسهم من طموح الوجود بالبرلمان؛ وثمة أسبقية في بعض الأحزاب يتم الحصول عليها أو اكتسابها بمعيار السن، أو ما يمكن أن يطلق عليها امتيازات العمر”.
وأضاف بودن، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هناك تنافسا حقيقيا بين الأجيال رغم أنه غير واضح كفاية”، مردفا: “من المفروض صهر قدرة الشباب بتجربة الشيوخ بما ينعكس على تطوير طرق التفكير والعمل”، ثم استطرد: “السياسة بالنسبة لبعض الشيوخ تشبه صديقا قديما ومألوفا يصعب التخلي عنه، فمكانة البرلماني تضمن الوجاهة في القبيلة والمدينة”.
وأورد المحلل السياسي أن “ثمة نخبا تقليدية ليس هناك ما يحقق لها الإشباع غير البقاء في الحياة العامة والمواقع المرئية التي لا تتجاهل السمعة، ذلك أن العمر السياسي يرتبط بالعقليات، ما يجعل بعض الساسة مرتبطين ارتباطا وثيقا بالماضي”، وزاد: “ما ينبغي فهمه هو أن القدرات مختلفة في مراحل مختلفة من الحياة؛ وبالتالي فالشيوخ مدعوون للعب أدوار مختلفة”.
وأردف المتحدث ذاته: “معلوم أن أثمن ما لدى الشيوخ هو الحكمة التي تأتي مع تقدم العمر والهدوء الذي يأتي مع التجربة؛ ولذلك فالمتوقع هو استخدام هذه السمات في ما يخدم المصلحة الوطنية والديمقراطية وتجديد النخب”، ليخلص إلى أن “للسياسيين الشيوخ قيمة في المجتمعات، خاصة خلال زمن الأزمات، بحيث تتم المناداة على الفلاح ليعود إلى مزرعته حتى لو فضل البقاء في تقاعده”.
وختم الأكاديمي المغربي تصريحه بالقول: “مسألة العمر السياسي حساسة وشخصية، لكن الأحزاب السياسية تتحمل المسؤولية في تحديد معايير التزكيات، فالشيخوخة مع الأمية وعدم القدرة ستنتج بالتأكيد برلمانيا بحصيلة صفرية وتجربة قاسية”.
The post الاقتراب من انتخابات 2021 يسائل عطاء "شيوخ السياسة" في البرلمان appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.