يضطر المهاجرون الذين يقصدون القنصلية المغربية في مدينة بولونيا بإيطاليا إلى الانتظار لوقت طويل أمام القنصلية من أجل قضاء أغراضهم الإدارية، بسبب كثرة الوافدين عليها، ومنهم من يأتي من مدن بعيدة.
وبالرغم من أن عملية إنجاز الوثائق داخل القنصلية تتم بسرعة، فإن كثرة أعداد الوافدين عليها يصعب مهمة الموظفين، بالنظر إلى أن المنطقة التي تقع فيها تضم جالية مغربية كبيرة؛ ما يؤدي إلى أحيانا إلى ارتباك في صفوف المرتفقين.
وتدخلت، يوم الجمعة الماضي، الشرطة الإيطالية لتنظيم سير دخول المغاربة إلى قنصلية بولونيا، بعدما تجاوز بضعة شبان مواطنين كانوا مصطفين ينتظرون دورهم، وتجاوزوا حتى النساء اللواتي أعطيتْ لهن الأسبقية.
وأفادت بشرى العميري، فاعلة جمعوية مغربية مقيمة بإيطاليا، بأن الرجال الذين كانوا مصطفين أمام القنصلية أعطوا الأسبقية للنساء، خاصة اللواتي لديهن أطفال صغار، وعندما كن ينتظرن دورهن للدخول فوجئن بمجموعة من الشبان يتجاوزونهن محدثين فوضى، نجم عنها سقوط رضيع لا يتعدى عمره ستة أشهر من كرسيه.
وتابعت المتحدثة ذاته، في تصريح لهسبريس: “مثل هذه النماذج تشوه صورة المغرب في إيطاليا وتسيئ إلى المغاربة أمام الإيطاليين، وما يحدث هنا يجب أن يصل إلى المسؤولين المغاربة، ليعرفوا حقيقة ما نعاني منه”.
وأضافت: “لا نحمل المسؤولية للقنصلية بل للمواطنين الذين لا يحترمون حتى دورهم؛ بل إنني أقول إنني أتضامن مع القنصل، لأن هناك من المغاربة الذين يقصدون القنصلية من يتصرف بشكل يسئ إلينا وإلى بلدنا”.
وفيما لم يتسن أخذ رأي مسؤولي القنصلية المغربية ببولونيا لأن رقمها الهاتفي لا يرد، أعلنت القنصلية ذاتها أنها ستعمل، بتنسيق مع الفيدرالية الإسلامية لمنطقة ماركي، على تنظيم قنصلية متنقلة بمدينة “جيسي”، يوم 29 ماي الجاري.
وتشمل الخدمات، التي ستقدمها القنصلية المتنقلة من الساعة التاسعة صباحا إلى الثانية بعد الزوال، جواز السفر البيومتري وبطائق التعريف الوطنية الإلكترونية ومصلحة الحالة المدنية ومصلحة الشواهد الإدارية والقضايا المتعلقة بمكتب العدول.
واعتبرت بشرى العميري أن حصر توقيت تقديم الخدمات القنصلية بين التاسعة صباحا والثانية بعد الزوال يزيد من معاناة المواطنين القاصدين للمرفق القنصلي، ويؤدي إلى الاكتظاظ أمام القنصلية، موضحة: “إذا أردت أن تدخل مبكرا عليك أن تأتي على الساعة السادسة صباحا”.
واستطردت المتحدثة ذاتها أن الحل لتيسير استفادة المغاربة من الخدمات القنصلية ببولونيا هو إنشاء قنصلية ثانية لتخفيف الاكتظاظ عن القنصلية الحالية.