أقرت جبهة البوليساريو بمقتل ثلاثة من عناصرها بعد محاولتهم اختراق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية من ناحية منطقة تيفاريتي.
وذكرت مصادر عسكرية لمنابر إعلامية تابعة لجبهة البوليساريو أن عملية عسكرية أدت إلى مصرع كل من البشير محمد لمين ابجيجة (الديش)، ومحمد لمين سيدي سالم الصديق، وسيد احمد احمد العربي.
وقبل أيام، أعلنت جبهة البوليساريو مقتل قائد ما يسمى بـ”الدرك الوطني” في المنطقة العازلة تفاريتي على يد القوات المسلحة الملكية المغربية، بعدما حاول أيضا اختراق الجدار الرملي الدفاعي.
ويأتي إعلان جبهة البوليساريو عن مقتل عناصرها على أيدي الجيش المغربي عشية انعقاد مجلس الأمن الدولي لمناقشة تطورات قضية الصحراء، وتهدف من وراء ذلك إلى إقناع الأطراف الدولية بوجود حرب في المنطقة منذ التدخل المغربي في معبر الكركرات وكسب تعاطف دولي للتغطية على خروقاتها اليومية.
وفي الفترة الأخيرة، تحاول جبهة البوليساريو من خلال عمليات عسكرية متتالية اختراق الجدار الأمني المغربي، لكنها تفشل في كل مرة بالنظر إلى عمليات الرصد المتطورة التي يتوفر عليها الجيش المغربي على طول الجدار الأمني الدفاعي.
وتعتبر محاولة توغل عناصر جبهة البوليساريو بالمنطقة العازلة بمثابة عمليات “انتحارية”؛ إذ تنتشر الرادارات الحربية المغربية على طول الحزام الأمني على امتداد 2000 كيلومتر، وقبل وصول الميليشيات أو اقترابها من الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية يتم رصد تحركاتها والرد في حينه في حالة استهداف مواقع عسكرية مغربية.
ويتشبث المغرب بوقف إطلاق النار، ويؤكد أن رد فعله يأتي في إطار الدفاع المشروع عن النفس. وسبق للملك محمد السادس أن جدد التأكيد للأمين العام للأمم المتحدة، خلال اتصال هاتفي يوم 16 نونبر 2020، أن المملكة ستواصل دعم جهود الأمم المتحدة في إطار العملية السياسية، التي ينبغي أن تشرك الأطراف الحقيقية.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، برئاسة دولة فيتنام، جلسة خاصة مخصصة للاستماع إلى تطورات قضية الصحراء المغربية، غدا الأربعاء ابتداء من الساعة العاشرة صباحا بتوقيت نيويورك، عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد.
وفي رسالة موجهة إلى أعضاء مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، عشية مشاورات المجلس حول قضية الصحراء المغربية، كشف عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عن العراقيل والعقبات والمماطلة التي تضعها الجزائر والبوليساريو بشأن موضوع تعيين مبعوث شخصي للأمين العام واستئناف المسلسل السياسي للأمم المتحدة، مفندا المغالطات التي تحاول الجزائر خلقها حول هذا الموضوع.
وشدد هلال على أن المغرب وافق بشكل فوري على مقترحي الأمين العام للأمم المتحدة بشأن تعيين مبعوث شخصي إلى الصحراء المغربية، المتمثل في رئيس الوزراء الروماني السابق بيتري رومان، في دجنبر 2020، ووزير الشؤون الخارجية البرتغالي لويس أمادو، لاحقا.
وقال الدبلوماسي المغربي: “من خلال ردوده الإيجابية والجادة على هذه المقترحات، يجدد المغرب التأكيد على التزامه بدعم الجهود الحصرية للأمم المتحدة لحل هذا النزاع، فضلا عن احترامه لقرارات مجلس الأمن”.
وفي المقابل، سجل هلال أن الجزائر والبوليساريو تواصلان “عرقلة العملية السياسية للأمم المتحدة. ففي أقل من ثلاثة أشهر، رفضتا الاقتراحين بتعيين بيتر رومان ولويس أمادو، ما يشكل خرقا صارخا للقرار رقم 2548 الذي دعا إلى تعيين مبعوث شخصي جديد في أقرب الآجال”.
وخلص سفير المغرب لدى الأمم المتحدة إلى أن “مبادرة الحكم الذاتي، في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية، التي كرست سموها وجديتها ومصداقيتها في قرارات مجلس الأمن السبعة عشر منذ تقديمها في عام 2007، كانت وستظل الحل الوحيد لهذا النزاع”.