ناجحا في استدامة الصمت الداخلي، تمكن حزب العدالة والتنمية من تجاوز صدام “الرميد والأزمي” (حكومي – حزبي) دون معارك داخلية جديدة، حيث تراجع الجميع نحو الوراء واستكانت الخلافات الحادة إلى حين آخر.

وعلى الرغم من السجال الكبير الذي صاحب تقديم الوزير المصطفى الرميد للاستقالة من المنصب الذي يشغله في الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية وتقديم القيادي في “المصباح” إدريس الأزمي الإدريسي استقالته من رئاسة المجلس الوطني للهيئة السياسية ذاتها، فإن التداعيات كانت متحفظة كثيرا؛ بعد تراجع كل واحد من الرجلين عن الرحيل بصفة نهائية.

وعلى امتداد الفترة الحكومية، خاض الحزب الإسلامي معارك بينية قوية، خصوصا المرتبطة منها بـ”الولاية الثالثة” لعبد الإله بنكيران؛ لكنه، وكما جرت العادة، استمر في وحدة الصف وتجنب الانقسامات رغم تباعد المواقف وحضور العامل النفسي فيها.

وأمام مفارقة الصدام المنتهي بالتوافق السريع، يتجه الرأي العام الوطني إلى اعتبار الأمر عدم قدرة على إنتاج أفكار بناء جديدة بالعودة إلى محدودية نخب الحزب؛ فيما يربط البعض الأمر بقوة التنظيم الإسلامي وانضباط منخرطيه.

شريفة لموير، أستاذة باحثة في العلوم السياسية، اعتبرت أن حزب العدالة والتنمية هو حزب ديني؛ لذلك، فإن آلية امتصاص الصدامات الداخلية حتى وإن برزت بشكل كبير على المشهد السياسي المغربي، يتم احتواؤها بالسرعة التي تبرز به.

وذلك على عكس الأحزاب الأخرى التي لا تسعى إلى تدبير الصدمات بقدر ما تسعى قياداتها إلى بسط اليد والتحكم في مناضليها، وفق لموير، مؤكدة استطاعة حزب العدالة والتنمية ضبط حالة عدم الرضا التي استشرت بين أعضاء الحزب.

وأضافت لموير، في تصريح لهسبريس، أن ما يميز حزب العدالة والتنمية حتى مع وجود المصالح المتناقضة هو القدرة على احتواء الأزمات الداخلية بشكل لا يؤثر عليه في المشهد الحزبي المغربي، ولعل هذه القدرة هي ما يميزه عن باقي التنظيمات.

وخلصت الدكتورة في العلوم السياسية إلى أن “الطابع الديني” الذي يعرفه حزب العدالة والتنمية يمكن اعتباره الورقة الرابحة التي تنقذ “البيجيدي” وتسعفه من تصريف أزماته الداخلية.

hespress.com