تعيش مدينة الدار البيضاء، خصوصا الأحياء التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين مستعملي السيارات، على وقع غياب مرائب العربات؛ وهو ما يجعل السائقين يستغرقون وقتا أطول من أجل البحث عن أماكن للركن.
وبالرغم من إقدام جماعة الدار البيضاء على تشييد بعض المرائب، فإنها تظل غير كافية، في ظل تزايد عدد مستعملي السيارات، وفِي ظل غياب أماكن للتوقف خصوصا بوسط المدينة والمعاريف.
وفشلت جماعة الدار البيضاء، عبر شركة “الدار البيضاء للنقل”، في إخراج مرائب وقوف السيارات إلى حيز الوجود، مبررة ذلك الفشل بوجود إشكالات تتعلق بالأوعية العقارية التي توجد في ملكية الخواص إلى جانب إشكالية إشراك الخواص في إنجاز هذه المشاريع في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص.
ولَم تتمكن جماعة الدار البيضاء من إخراج ستة مرائب للركن، كان متوقعا أن تصل نسبة الإنجاز فيها قبل نهاية نونبر الماضي 100 في المائة، إذ وصلت النسبة المحققة إلى حدود الآن 30 في المائة.
فشل الجماعة، ممثلة في شركة “الدار البيضاء للنقل”، يتمثل في أن هذه الأخيرة أنجزت الدراسات الخاصة بستة مواقف للسيارات بشراكة مع الشركة المالية الدولية، ووضعت خطط عمل لمواقع ساحة ابن طفيل وساحة بن بركة والكولين وحديقة الجامعة العربية إلى جانب Triangle des Hôtels وLes arènes، دون أن يتم إخراج هذه المواقف إلى حيز الوجود.
أما مشروع إنشاء 400 موقف لوقوف العربات المخصصة لنقل البضائع، والذي دخلت فيه الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية كشريك، حيث خصصت له ميزانية تقدر بـ32 مليون درهم، فبدوره لا يزال في مراحله الأولى، حيث إنجاز الدراسة الخاصة بذلك.
وكخطوة ضمن برنامج إنجاز مرائب لوقوف السيارات، والذي يروم تحديث منظومة الركن لإحداث وتأهيل محطات سيارات الأجرة بالعاصمة الاقتصادية، لا تزال شركة “الدار البيضاء للنقل” تعثر في المشروع، حيث كان متوقعا الانتهاء منه؛ بيد أنها، إلى حدود الساعة، عملت على إطلاق طلب العروض لاختيار مكتب دراسات لإنجاز دفتر التحملات خاص بذلك؛ وهو ما يجعل محطات وقوف سيارات الأجرة تعيش على وقع العشوائية والفوضى في الركن.
ويجد المواطنون من أصحاب السيارات صعوبات كبيرة من أجل الحصول على مكان لركن عرباتهم، خاصة في أوقات العمل؛ ما يضطر الكثيرين، خاصة العاملون في أنفا أو المعاريف، إلى التوجه باكرا إلى مقرات عملهم قصد إيجاد أماكن لركن السيارات.
ويطالب عدد من أصحاب السيارات المجلس الجماعي بالزيادة في عدد أماكن ركن السيارات وخلق مرائب تحت أرضية، لتفادي الازدحام الذي تعرفه عدد من المناطق الرئيسيّة بالمدينة، إلى جانب ضرورة تخصيص ثمن مشجع قابل الركن في هذه المرائب، حتى لا يتم هجرانها على غرار المرأب المتواجد بساحة الحمام أمام مقر ولاية جهة الدار البيضاء سطات.