الثلوج تزيد مخاوف “سكان كهوف” بجبال الأطلس‬

الثلوج تزيد مخاوف “سكان كهوف” بجبال الأطلس‬

معاناةٌ تتجدّد كل سنة في قلب جبال الأطلس خلال فصل الشتاء دون أن يُوضع حدّ لها، حيث يتعلق الأمر بالرعاة الرحل الذين ما زالوا يعيشون في الكهوف، التي تحوّلت إلى مأوى لهذه الفئة التي تقطن بالمناطق الجبلية التي تعرف تساقطات ثلجية مهمة في هذه الفترة من السنة.

وقد سلطت الثلوج الأخيرة، التي شهدتها مجموعة من الدواوير والقرى بسلاسل جبال الأطلس، الضوء على مشاكل سكان الكهوف، بفعل انعدام شروط العيش الكريم لديهم، خاصة في أيام البرد القارس التي تنخفض خلالها درجات الحرارة؛ وهو ما يعرض حياة هؤلاء للخطر، بسبب انهيار أجزاء من الجبال في بعض الأحيان جراء شدّة الأمطار.

ولفتت شهادات محلية الانتباه إلى أن الثلوج الحالية عمّقت مشاكل الرحل بالمناطق المتوزعة على المجال الجغرافي الممتد من بني ملال-خنيفرة إلى درعة-تافيلالت؛ ما استدعى تدخل بعض جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل معهم، عبر تزويدهم بمختلف المواد الغذائية، بالإضافة إلى بعض الملابس الشتوية.

وفي هذا الإطار، قال عمر أوزياد، فاعل جمعوي بمدينة أزيلال، إن “فئة الرحل تعاني كثيراً خلال فصل الشتاء، خاصة إذا علمنا بأن درجة البرودة تنخفض إلى ما دون الصفر طيلة أشهر؛ الأمر الذي يضاعف الأزمة التي يتخبط فيها سكون الكهوف”.

وأضاف أوزياد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “قاطني الكهوف يعيشون في العصور الوسطى بمغرب اليوم؛ فمساحة الكهف لا تتعدى الثلاثة أمتار، ويأوي أسرة تتكون من الأب والأم والأبناء، علما أن الأطفال لا يتمدرسون إطلاقا بسبب بُعد المؤسسات التربوية”.

وأوضح المتحدث أن “الرحل يواجهون مشاكل كثيرة مع التزود بالماء، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة من أجل الحصول على هذه المادة الحيوية، إلى جانب غياب الكهرباء، وكذلك المشاكل المتصلة بحطب التدفئة؛ ما يتطلب ضرورة التدخل العاجل من أجل إخراجهم من تلك المساكن الخطيرة”.

وأبرزَ الفاعل ذاته أن “السلطات المنتخبة عليها أن تجد حلا نهائيا لهذه المعضلة قبل أن تقع الكارثة؛ فحياتهم تكون معرضة للخطر بفعل السُمْك الكبير للثلوج التي تغطي الكهف”، مستدركا: “ينبغي منحهم قطعة أرضية للاستقرار في السهول، لأن ذلك سيساعدهم في تجارة المواشي التي يكسبون بها رزقهم”.

“لا بد من القطع مع سياسة المساعدات التي يلجأ إليها المنتخبون للتهرب من المشكل”، يورد الفاعل الجمعوي، الذي مضى شارحا: “الأمر يتعلق بحل ترقيعي، يُلمع صورة المنتخبين فقط؛ فالملابس البالية أو القفف البسيطة التي تُمنح لهم جعلت المشكل بنيوياً في السنوات الأخيرة”.

hespress.com

عن المؤلف

الثلوج تزيد مخاوف “سكان كهوف” بجبال الأطلس‬

الثلوج تزيد مخاوف “سكان كهوف” بجبال الأطلس‬

معاناةٌ تتجدّد كل سنة في قلب جبال الأطلس خلال فصل الشتاء دون أن يُوضع حدّ لها، حيث يتعلق الأمر بالرعاة الرحل الذين ما زالوا يعيشون في الكهوف، التي تحوّلت إلى مأوى لهذه الفئة التي تقطن بالمناطق الجبلية التي تعرف تساقطات ثلجية مهمة في هذه الفترة من السنة.

وقد سلطت الثلوج الأخيرة، التي شهدتها مجموعة من الدواوير والقرى بسلاسل جبال الأطلس، الضوء على مشاكل سكان الكهوف، بفعل انعدام شروط العيش الكريم لديهم، خاصة في أيام البرد القارس التي تنخفض خلالها درجات الحرارة؛ وهو ما يعرض حياة هؤلاء للخطر، بسبب انهيار أجزاء من الجبال في بعض الأحيان جراء شدّة الأمطار.

ولفتت شهادات محلية الانتباه إلى أن الثلوج الحالية عمّقت مشاكل الرحل بالمناطق المتوزعة على المجال الجغرافي الممتد من بني ملال-خنيفرة إلى درعة-تافيلالت؛ ما استدعى تدخل بعض جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل معهم، عبر تزويدهم بمختلف المواد الغذائية، بالإضافة إلى بعض الملابس الشتوية.

وفي هذا الإطار، قال عمر أوزياد، فاعل جمعوي بمدينة أزيلال، إن “فئة الرحل تعاني كثيراً خلال فصل الشتاء، خاصة إذا علمنا بأن درجة البرودة تنخفض إلى ما دون الصفر طيلة أشهر؛ الأمر الذي يضاعف الأزمة التي يتخبط فيها سكون الكهوف”.

وأضاف أوزياد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “قاطني الكهوف يعيشون في العصور الوسطى بمغرب اليوم؛ فمساحة الكهف لا تتعدى الثلاثة أمتار، ويأوي أسرة تتكون من الأب والأم والأبناء، علما أن الأطفال لا يتمدرسون إطلاقا بسبب بُعد المؤسسات التربوية”.

وأوضح المتحدث أن “الرحل يواجهون مشاكل كثيرة مع التزود بالماء، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة من أجل الحصول على هذه المادة الحيوية، إلى جانب غياب الكهرباء، وكذلك المشاكل المتصلة بحطب التدفئة؛ ما يتطلب ضرورة التدخل العاجل من أجل إخراجهم من تلك المساكن الخطيرة”.

وأبرزَ الفاعل ذاته أن “السلطات المنتخبة عليها أن تجد حلا نهائيا لهذه المعضلة قبل أن تقع الكارثة؛ فحياتهم تكون معرضة للخطر بفعل السُمْك الكبير للثلوج التي تغطي الكهف”، مستدركا: “ينبغي منحهم قطعة أرضية للاستقرار في السهول، لأن ذلك سيساعدهم في تجارة المواشي التي يكسبون بها رزقهم”.

“لا بد من القطع مع سياسة المساعدات التي يلجأ إليها المنتخبون للتهرب من المشكل”، يورد الفاعل الجمعوي، الذي مضى شارحا: “الأمر يتعلق بحل ترقيعي، يُلمع صورة المنتخبين فقط؛ فالملابس البالية أو القفف البسيطة التي تُمنح لهم جعلت المشكل بنيوياً في السنوات الأخيرة”.

hespress.com

عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *