السبت 08 غشت 2020 – 14:00
طالت تداعيات جائحة “كورونا”، بدرجة كبيرة، الحمامات الشعبية بمدينة فاس، وكبدته خسائر غير مسبوقة، فكان أولى ضحاياها العاملات والعمال البسطاء، منهم آلاف “الكياسة” و”الطيابات”.
وتفاقمت الأزمة الناجمة عن هذه الجائحة، ملقية بظلالها على أنشطة هذا القطاع، بعد أن قررت سلطات المدينة منع الحمامات من إعادة فتح أبوابها عقب تخفيف تدابير وإجراءات الحجر الصحي، فتواصلت، دون انقطاع، عطالة القطاع زهاء 5 أشهر، وما زالت.
ويتهم أرباب الحمامات العمومية بفاس السلطات المحلية بتجاهل الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للحمامات التقليدية؛ لكونها، وفقهم، مصدر رزق آلاف الأسر الفقيرة، مستغربين استثناء حمامات المدينة، بقرارات عاملية، من استئناف عملها، أسوة بالأنشطة الاقتصادية الأخرى.
“فاس هي المدينة الوحيدة التي لم يُسمح بفتح أبواب حماماتها بعد تخفيف تدابير الحجر الصحي”، يقول لهسبريس يوسف الفضيلي، أحد أرباب الحمامات بفاس وعضو منتدى أرباب الحمامات بالمغرب.
وأبرز متحدث الجريدة أنه يوجد بمدينة فاس حوالي 400 حمام عمومي تقليدي، كل واحد منها يشغل في المتوسط بين 16 و20 شخصا، نساء ورجالا؛ وهو ما يعادل 8 آلاف فرصة عمل، مشيرا إلى أن سلطات ولاية الجهة لم تبادر إلى فتح حوار مع أرباب الحمامات لمناقشة وضعية القطاع.
وأوضح الفضيلي، متسائلا عن التعويضات التي استفاد منها أرباب الحمامات بعد هذه المدة الطويلة من الإغلاق، أنه، رغم تقديم الدعم المالي لعمال الحمامات المتضررين من الجائحة عن ثلاثة أشهر، فإن تواصل الإغلاق لخمسة أشهر وتواصله لأجل غير مسمى سيؤثر على أوضاعهم الاجتماعية.
وأبرز عضو منتدى أرباب الحمامات بالمغرب أن معظم الحمامات بمدينة فاس تُستغل بموجب عقود للكراء، بما في ذلك تلك التابعة للأوقاف والتي أصبح أصحابها مطالبين بأداء الواجبات الكرائية بعد تمتيعهم بالإعفاء منها لثلاثة أشهر بمبادرة ملكية، مبرزا أن الكثير منهم أصبح غير قادر على الوفاء بالتزاماته اتجاه الملاك هذه العقارات.
وعبّر الفضيلي عن استغرابه السماح بفتح الحمامات بجميع جهة فاس مكناس، على غرار مدن مكناس وصفرو وتازة، واستثناء مدينة فاس من ذلك، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أي بؤرة وبائية لها علاقة بعودة الحمامات إلى الاشتغال بمختلف مدن المغرب.
وأعرب المتحدث ذاته، الذي نبه إلى تآكل وتضرر البنية التحتية وتجهيزات الحمامات بسبب طول فترة الإغلاق، عن تخوفه من استمرار منع الحمامات من فتح أبوابها بعد انقضاء فصل الصيف، مبرزا أن ذلك سيؤدي إلى انهيار القطاع وفقدان الآلاف لمصدر عيشهم.