بين أعمال تثير الجدل وأخرى تحقق نجاحا جماهيريا كبيرا، بصم المخرج هشام الجباري على نجاحات متعددة في التلفزيون والسينما. 

الجباري جدّد لقاه بالجمهور هذه السنة من خلال أعمال درامية وسلسلات كوميدية لشهر رمضان الحالي، وانكب على تصوير جز ثالث من المسلسل الدرامي “سلمات أبو البنات” الذي يحقق موسمه الثاني نسب مشاهدة عالية على قناة “ام بي سي5”.

تفاصيل حصرية عن الجزء الثالث من المسلسل، ورد على بعض الانتقادات التّي اتهمته باحتكار التلفزيون المغربي، في الحوار التالي لهسبريس مع المخرج هشام الجباري. 

استطعت من جديد تحقيق نجاح كبير من خلال الجزء الثاني من مسلسل “سلمات أبو البنات”، ما تعليقك على ردود فعل الجمهور؟

هناك متابعة جميلة جدا وشغف كبير من طرف الجمهور في التعرف على الأحداث، وتفاعل مع الشخصيات من خلال التعليقات التّي تحذر هذه الشخصية وتقدم لها النصيحة وتؤنب أخرى، في إطار التفاعل مع أحداث المسلسل. هذا التفاعل بلغ مستوى مخاطبة الشخصيات كأنّها حقيقية رغم وعي الجمهور بأنها مجرد أحداث تخيلية.

تقييم نجاح العمل من عدمه، مرتبط بنهاية أحداث الجزء الثاني، إنما الجميل في مسلسل “سلمات أبو البنات” أنّه أصبح لديه جمهور خاص به؛ جمهور تابع أحداث الموسم الأول وانضاف إليه جمهور آخر هذه السنة اضطر إلى الرجوع لمشاهدة أحداث الجزء الأول لإرضاء فضوله. والأرقام التّي تمّ تقديمها كشفت أنّ هناك متابعة كبيرة وردود فعل متباينة، وهذا يدل على أنّ المسلسل خلق انتباه لدى الجمهور المغربي والعربي الذي يتابعه على قناة “ام بي سي 5″، وله مكانة متميزة بين مجموعة من الأعمال الشرقية التّي ترصد لها ميزانيات ضخمة.

انتهيت من تصوير الجزء الثالث من المسلسل، ما هي التحولات التّي ستعرفها الشخصيات؟

الجزء الثالث هو استمرارية للجزء الثاني من حيث الأحداث التي كانت متشعبة نظرا لتعدد الشخصيات، فكل شخصية من بنات سلمات لها قصتها مع عائلتها، هناك العديد من التشويق والأسرار التّي ستكشف في هذا الجزء والتغيرات التّي ستطرأ في سلوك الشخصيات التّي يمكن ألا يتقبلها الجمهور في بعض الأحيان. الإنسان يجد نفسه أحيانا أمام خيارات لا بد أن يسلكها، نتائجها سيتعرف عليها الجمهور في الجزء الثالث الذي سيعرف نهاية أحداث وبداية أحداث أخرى.

ألا يتخوف هشام الجباري من الوقوع في التمطيط بخلق أجزاء عدة للمسلسل؟

الأمر لا يتعلق بتخوف من الوقوع في التمطيط بقدر ما هو تخوف من العمل في حدّ ذاته والحرص على تقديم الأفضل للجمهور، لأننا نشتغل على الأحداث التّي تفرض عدد الحلقات والشخصيات وغناها.

الأحداث والشخصيات تتطلب من المخرج العديد من التفاصيل والتدرج والتمديد في الحكي. نحن نسير نحو الأحداث رغما عنّا، والتوجه العالمي للمسلسلات أصبح يشتغل على تعدد الأجزاء، ليس بمفهومها التقليدي بأننا نريد استغلال نجاح العمل، على العكس تماما، الاختيارات أصبحت كثيرة في العالم وكل عمل أصبح لديه جمهور خاص به، لكي يظل الجمهور وفيّا يخلق له العديد من الأجزاء استمرارا للحكاية والشخصيات.

مشهد الولادة من بين المشاهد التي أثارت جدلا، هل كنت حريصا على تصويره بتلك الواقعية؟

فعلا، هذا المشهد يعد من بين المشاهد التّي كنت حريصا على تصويرها في الجزء الثاني من المسلسل، لأنّه مشهد قوي، لم نشهد في الدراما المغربية مشهدا بهذه الواقعية. بطبيعة الحال هناك حدود لا يمكن تجاوزها، لكن أردت من خلاله رد الاعتبار للأم ومعرفة قيمتها من خلال مشهد واحد فقط. الجمهور عشق والده في شخصية سلمات، وفكرت في الجزء الثاني تكريم وتقديم كلمة شكر لكل الأمهات اللواتي يعشن ذلك الألم الصعب من خلال هذا المشهد الذي يشبه إلى حدّ كبير الواقع. 

هل صحيح أنّه ستكون هناك خمسة أجزاء من “سلمات”؟

لم يتقرر بعد كم من جزء في المسلسل. حاليا ما زلنا نتحدث على ثلاثة أجزاء، ربما هناك استمرارية أو تتوقف الأحداث في الجزء الثالث. عائلة سلمات قابلة أن تكون لها عدّة أجزاء، أتمنى أن يكون المسلسل من خمسة مواسم لقوتها ورمزيتها، لأنّ دورة الحياة خماسية: الصغر والشباب والكهولة والشيخوخة والوفاة، وأتمنى أن أصل إلى خمسة أجزاء بالقوة نفسها التّي بدأ بها الجزء الأول. 

هل تمّ تحديد موعد بث الجزء الثالث من المسلسل؟

موعد البث ما زال لم يبرمج بعد، لكن فضلنا تصوير الجزء الثالث مباشرة بعد الانتهاء من الثاني للحفاظ على ملامح الشخصيات وسنها، لأنّ الجزء الثاني سيتوقف في نقطة بداية الجزء الثالث، إذا توقفنا لمدة سنة أو أكثر، ستعرف الشخصيات الكثير من التغيرات، كما هو الشأن بالنسبة للديكور، لذلك قررنا أن نستمر في عملية التصوير رغم أنّها كانت متعبة بالنسبة لنا كطاقم فنّي وتقني.

 ما ردك على اتهامات إقحام دخلاء على التمثيل في أعمالك؟

أحرص في كاستينغ أي عمل فنّي على الاعتماد على ثلاثة عناصر مهمة: ضمّ الأشخاص الذين لهم قاعدة جماهيرة كبيرة، وفئة الرواد التّي أسّست للدراما في المغرب، ونجوم شباب أثبتوا أنفسهم ولديهم ما يقدّمونه. والوجوه الجديدة تتمتع بموهبة كبيرة، البعض منهم له تجربة والبعض الآخر يفتقر لهذه التجربة، لكن عندما تمنح لهم الفرصة ينجحون في الدور ويستمرون.

كلما استطاع العمل الفنّي أن يبرز وجها فنيا جديدا أو إعادة ممثل من الرواد إلى الشاشة، فهذا ربح للدراما المغربية. الكاستينغ يقام بطريقة معقدة جدا، الموهبة والخبرة والتكوين عناصر مهمة في اختيار بروفيلات، ويمكن أن يتوفر الممثل على كل هذه المؤهلات لكن لا ينجح عندما يتم وضعه في الشخصية الخطأ.

ما تعليقك على اتهامك باحتكار الأعمال الفنية؟

على العكس تماما، لست محتكرا للأعمال التلفزيونية. الدراما المغربية تسير في تطور كبير، نحن جيل من الفنانين نشتغل الآن ونشارك بأكثر من عمل على مستوى التلفزيون، نحن نسعى إلى الرفع من معدل الأعمال الدرامية، وما زلنا في حاجة إلى مخرجين أكثر وأعمال وأنواع درامية أخرى، ونحن اليوم أمام سياسة جديدة لبث الأعمال الفنية على طول السنة وعدم اقتصارها على شهر رمضان فقط.

hespress.com