احتجت الجزائر على تصريحات أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، والتي وجّه فيها انتقادات لاذعة إلى النظام العسكري الجزائري ودافع خلالها عن قرار المملكة بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل.

وخلال استقباله للسفير الجزائري، أكد عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، أن “صفاء العلاقات التونسية الجزائرية لا يمكن أن تكدره مواقف غير رسمية لا تلزم تونس في شيء، ولا تُلزم إلّا أصحابها”.

ويأتي استقبال وزير الخارجية التونسي بمقر وزارته للسفير الجزائري بعد تصريحات وزير الخارجية التونسي الأسبق، والذي قال إن “إحقاق تكتل المغرب الكبير سيعود بالنفع على جميع الشعوب المغاربية؛ ولكن الجزائر هي التي ظلت تلعب بالنار. وعملت بذلك على كسْر هذا التكتل، بعدما أشهر النظام العسكري الحرب على المملكة المغربية”.

وأضاف ونيس، خلال استضافته على أمواج الإذاعة التونسية “IFM”، أن “تونس والمغرب ساهمتا في استعادة الجزائر لاستقلالها؛ ولكنها انقلبت عليهما معاً، حيث افتكّت مئات الكيلومترات من الصحراء التونسية، وهو ما رضخ له الحبيب بورقيبة، ولكن لم يرضخ الحسن الثاني لذلك؛ وهو حقه المشروع”.

وأوضح الدبلوماسي التونسي أن “الجزائر أعلنت الحرب على المملكة المغربية إلى غاية اليوم”، وزاد: “هذه الحرب جعلت جميع الشعوب المغاربية تعاني من تبعاتها؛ بل إن العسكر حطّم النظام الجزائري نفسه”، ومردفا: “لو يتخذ النظام القرار الديمقراطي الصحيح، لشرعنا الآن في بناء المغرب الكبير، وسيربح الكل من ذلك”.

وكان محمد منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، أكد أن النظام الجزائري يتخذ من الصحراويين المحتجزين بتندوف “رهائن لخيار سياسي خاطئ”، مبرزا أن الأجدى هو “العيش تحت سقف المغرب عوض الجري وراء سراب ووهم لن يتحقق يوما”.

وقال المرزوقي، خلال مشاركته في ندوة نظمتها، عن بُعد، جمعية جزائرية، حول “واقع ومستقبل الحريات والديمقراطية في الجزائر”، إن “النظام الجزائري، المتهالك، يبيع الوهم” للمحتجزين بتندوف.

hespress.com