لا تفوت الجارة الجزائر أي فرصة للتحرك ضد المغرب في كل المجالات، بحيث تحرص على استغلال الأزمات الدبلوماسية لتقوم بأدوار تحاول من خلالها إضعاف موقف الرباط، لكن مساعيها تفشل في كل المرات.
وفي ظل الأزمة الحالية بين الرباط ومدريد، قدمت الجزائر تعهدات لإسبانيا بتعويض أي نقص في إمدادات الغاز عبر الأنبوب المار عبر المغرب، الذي تنتهي اتفاقيته في الأشهر المقبلة.
وكتبت الصحافة الجزائرية نقلاً عن مواقع إخبارية إسبانية، أن الجزائر قدمت تعهدات لمدريد بتعويض أي نقص في إمدادات الغاز عبر الأنبوب المار عبر المغرب، المعروف باسم “أنبوب المغرب-أوروبا”، في حال تصاعدت الأزمة بين مدريد والرباط على خلفية المهاجرين بمدينة سبتة.
وينطلق أنبوب الغاز الجزائري، الممتد على 1400 كيلومتر، من آبار حاسي الرمل في الجزائر تجاه إسبانيا والبرتغال مرورا بالمغرب على مسافة تناهز 500 كيلومتر عبر بني مطهر وقرب تازة ووزان قبل أن يصل إلى طنجة.
وينتظر أن ينتهي العمل باتفاق أنبوب الغاز بين الجزائر والمغرب وإسبانيا والبرتغال خلال السنة الجارية، ولا حديث إلى حد الساعة عن مفاوضات من أجل اتفاق جديد لمواصلة العمل بهذا الأنبوب بين الجزائر والطرف الأوروبي.
وذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية أن “الأزمة الحالية بين مدريد والرباط بشأن المهاجرين في مدينة سبتة قد عقّدت عملية تجديد عقد استغلال أنبوب الغاز المغاربي الذي ستنتهي آجاله في غضون 4 أشهر”.
وأورد المصدر ذاته أن “هذه الوضعية أجبرت حكومة مدريد على التحرك لضمان استمرار الإمدادات من الجزائر عبر أنبوب الغاز ميدغاز الذي يربط بني صاف الجزائرية مباشرة بألميرية، تحسباً لتأزم الوضع أكثر مع الرباط”.
ونقل موقع “إل كونفيدينثيال ديجيتال” الإسباني أن شركة “ناترجي” الإسبانية وقعت في 2019 اتفاقية مع شركة “سوناطراك” الجزائرية للنفط لتصبح الأخيرة مالكة لحصة تناهز 51 في المائة في خط أنابيب “ميدغاز”، مقابل 49 في المائة للشركة الإسبانية.
وتستورد “ناترجي” الغاز الجزائري عبر أنبوبين، الأول “ميدغاز” الذي ينطلق من بني صاف إلى ألمرية، والثاني هو أنبوب الغاز “المغرب أوروبا” الذي يمر عبر المغرب، ويتم حالياً استخدامهما وفقاً للحاجيات والوجهة النهائية للغاز وتكلفة استخدام البنية التحتية.
ونقل الموقع الإسباني أن “ناترجي” الإسبانية يمكنها نقل 10 مليارات متر مكعب سنوياً من الغاز عبر أنبوب “ميدغاز” مباشرة من الجزائر إلى إسبانيا، لكنه أكد أن “خط أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب، الذي تنتهي اتفاقية استغلاله في أكتوبر المقبل، يظل ضرورياً لضمان إمدادات آمنة لإسبانيا”.
وتقول مصادر إعلامية إسبانية إن مدريد لا تعول على الجزائر كثيراً في إمدادات الغاز، لأنها تشحن الكثير من سفن الغاز إلى آسيا، ما يجعل إمدادات الغاز الإسباني تبقى غير مضمونة، وهو ما ينتج عنه ارتفاع في الأسعار.