كشفت مصادر مطلعة أن الجيوش المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” قد وصلت إلى منطقة المحبس، بآلياتها العسكرية، في إطار التداريب الميدانية المقامة هذه السنة في الصحراء المغربية.

وأوضحت مصادر من عين المكان أن “الجيوش المشاركة في المناورات قد نزلت في قطاع المحبس، منقولة بطائرات، ومعها آليات عسكرية من أجل القيام بالتداريب الميدانية في المنطقة نفسها”.

وأفادت المصادر نفسها بأن الساكنة المحلية لاحظت حركية غير عادية في منطقة المحبس، تزامنا مع بدء مناورات “الأسد الإفريقي” المقامة هذا العام فوق تراب الصحراء المغربية.

وهذه أول مرة ينزل الجيش الأمريكي في الصحراء المغربية بعتاده العسكري للمشاركة في مناورات دأب على تنظيمها بمعية المغرب كل عام.

وتشكل مشاركة الجيش الأمريكي ضمن مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة، حيث إن “البوليساريو” لطالما ادعت “قصف منطقة المحبس” في إطار أخبار زائفة تروج خرق وقف إطلاق النار.

وتأتي هذه المشاركة بعد اعتراف الإدارة الأمريكية السابقة بالسيادة المغربية على الصحراء. وستحاكي هذه المناورات تطبيقات عملياتية ميدانية عديدة بمشاركة 67 طائرة ومدربين بحريين، وذلك بتكلفة إجمالية تقدر بـ28 مليون دولار.

ويشارك في النسخة الحالية ما يقارب خمسة آلاف عسكري من شمال إفريقيا ومناطق أخرى، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وتحتضن مناطق المحبس وطانطان وكلميم مناورات أمريكية بمشاركة جيوش دول أوروبية وعربية وإفريقية.

ويشير بوجمعة بيناهو، الخبير في قضايا الصحراء، إلى أن هذه المناورات تعكس عمق ومتانة العلاقات مع دولة أمريكا والدول المشاركة فيها، مبرزا أن “المناورات تعزز التعاون العسكري لتقوية التحالفات المشتركة”، مشددا على أن “هذه المناورات تكرس الرهان على منطقة المحبس كبوابة لتحصين المجال الإفريقي من المخاطر المحدقة بالأمن والسلم الدوليين”.

وأوضح الخبير في قضايا الصحراء، في تصريح لهسبريس، أن “هذه المناورات، المقامة حاليا في الصحراء، تعكس إشادة ضمنية من المنتظم الدولي عن طريق رسالة الدول المشاركة بقيمة الاستقرار الأمني الذي يعرفه المغرب، وبأنه وجهة محصنة لإنجاح هذا النوع الحساس من المناورات”.

وقال المتحدث ذاته إن فكرة إحداث عمالة المحبس ما زالت مطروحة، ويجب رد الاعتبار إلى هذه المنطقة التي قدم سكانها تضحيات كبيرة في سبيل تحرير الوطن، بحيث إن الساكنة تشعر بنوع من الحيف والإقصاء، مبرزا أن “أكبر رد على الخصوم سيكون هو إحداث عمالة في المحبس لتعزيز التنمية المحلية وجعل المنطقة بوابة على إفريقيا”.

ويشتمل التدريب على تمارين مخصصة للتعامل مع حالات الطوارئ والتدخلات السريعة والمناورات الجوية المباغتة، باستخدام طائرات “F-16″ و”KC-135” . كما سيشتمل أيضا على تدريبات ميدانية للمظليين، وتمارين طبية، وتمارين للاستجابة الكيميائية والبيولوجية، وبرنامج للمساعدة المدنية الإنسانية.

hespress.com