أصبحَ الوضع “المقلق” في بعضِ المدنِ الموبوءة يفرضُ تدخّل وحدات الجيش لمساعدة السّلطات المحلية والعمومية على تنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية، خاصة في ظلّ تسجيل أرقامٍ قياسية في بعضِ الحواضر الكبرى كطنجة وفاس والدّار البيضاء، التي لا يحترمُ فيها السّكان إجراءات الوقاية.

في مدينة طنجة، وعلى الرّغم من اتّساعِ رقعة “الفيروس” وانتشارهِ في كلّ أرجاء المدينة، مازالت مظاهر “الاستهتار” بادية على مستوى تعامل المواطنين مع إرشادات وزارتي الدّاخلية والصّحة، بحيث يغيبُ التّباعد الاجتماعي بشكلٍ كلّي، كما تنعدمُ ثقافة وضع الكمّامات في بعضِ المناطق والأحياء المكتظّة بالسّكان.

ودفعَ الوضع الوبائي المتردّي في طنجة إلى الاعتماد على القوات المسلّحة لضمان تنزيل الإجراءات الوقائية والاحترازية، إذ شوهدت أمس الخميس وحدات تابعة للقّوات المسلحة وهي تجوبُ شوارع “عروس الشّمال”، قبل أن تتوزّع على بعض المناطق التي تشهدُ ارتفاعاً “مهولاً” لحالات الإصابة.

ومع تزايد حالات الإصابة بفيروس “كورونا” في أقاليم الشّمال، صارَ التّنقل من مدن الدّاخل إلى طنجة وتطوان مثلاً يقتضي التوفر على رخصة استثنائية داخل المجال الترابي للعمالة أو الإقليم أو الجهة التي ينتمي إليها الزّائر.

وتلزمُ السّلطات التوفر على رخصة مهنية (أمر بمهمة)، أو رخصة استثنائية مسلمة من طرف السلطات المحلية لأسباب أو ظروف قاهرة، من أجل التنقل خارج المجال الترابي للعمالة أو الإقليم.

وفي سياق متصّل، صادق مجلس الحكومة، أمس الخميس، برئاسة سعد الدين العثماني، على تمديد مفعول “حالة الطوارئ الصحية” التي تنتهي يوم 10 غشت المقبل إلى غاية 10 شتنبر المقبل، أي لمدة شهر إضافي.

وقدم وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أمام أنظار المجلس الحكومي، مشروع مرسوم رقم 2.20.526 بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة فيروس كورونا “كوفيد 19”.

ويأتي تمديد حالة الطوارئ الصحية، كما كان متوقعاً، في وقت تمر الوضعية الوبائية بتطورات مقلقة على مستوى عدد الوفيات والحالات الحرجة والخطيرة، إضافة إلى ارتفاع عدد الإصابات اليومية بشكل غير مسبوق في الأيام الأخيرة الماضية.

وكانت الحكومة قررت تنزيل مجموعة من التدابير والإجراءات الاحترازية على مستوى عمالتي طنجة أصيلة وفاس، ابتداء من يوم الأربعاء 5 غشت 2020 على الساعة الثامنة مساء، في خطوة تهدف إلى محاصرة تفشي الوباء الذي يتطور في هاتين المدينتين بشكل مقلق للغاية.

hespress.com