أمام ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، لم تجد العديد من الأسر المراكشية، تزامنا مع عطلة عيد الأضحى، بُدًّا من الهروب من المنازل واستغلال المساحات الخضراء، بالرغم من الظروف الصحية التي تمر منها البلاد بسبب جائحة كورونا.

فعلى طول المساحات الخضراء الموجودة بمدخل مدينة مراكش، انتشرت أفراد الأسر صغارا وكبارا، تاركين البيوت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، غير آبهين بما قد يشكله هذا الازدحام وعدم احترام التباعد الاجتماعي من خطر على صحتهم في ظل هذا الوباء.

وتحدثت فاطمة، التي كانت توجد رفقة ثلاثة من أبنائها، عن أن درجة الحرارة التي تعرفها المدينة هذه الأيام جعلتهم يغادرون المنازل صوب المساحات الخضراء، علها تنسيهم هذا الحر، مشيرة إلى أن البيوت لم يعد أحد يطيق أو يستطيع المكوث بها ويقضي النهار والليل بها.

ولفتت المواطنة، التي قدمت من الداوديات صوب المساحة الخضراء الموجودة بالقرب من متحف الماء المحاذي لقنطرة تانسيفت، إلى أن الصغار لم يستطيعوا الخلود إلى النوم بسبب الحرارة؛ وهو ما يجعل الأسر، خصوصا القاطنين في الأحياء الشعبية والمقيمين في الشقق الاقتصادية، يلجؤون إلى هذه الأماكن والبقاء فيها حتى ساعات متأخرة من الليل.

وبخصوص مخاطر فيروس كورونا، تقول هذه المرأة في حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية: “الصهد قضى علينا، وحنا دايرين الكمامة وتنحاولو نتباعدو ولكن راه الموت في الديور هو لي خلانا نخرجو في هاد الوقت”، معربة عن أملها بعودة الحياة إلى مدينة مراكش حتى تستطيع الأسر التنقل كما كانت عليه سابقا.

من جهته، مصطفى، من شباب المدينة، أكد أن طول الحجر الصحي جعل المراكشيين في ظل هذه الحرارة يلجؤون لهذه الحدائق قائلا: “نحمد الله أن هذه الحدائق موجودة، ونلجأ إليها في هذه الأوقات وإلا كنّا سنعيش وضعا صعبا مع انتشار كورونا وفرض الحجر الصحي علينا”.

وشدد الشاب ذاته على أن المدينة الحمراء تحتاج وساكنتها إلى التنفيس عليها، لأن مدة الحجر الصحي طالت، داعيا السلطات الحكومية إلى الأخذ بعين الاعتبار هذا الوضع الصعب الذي مر منه المراكشيون في هذه الفترة العصيبة.

ويتخوف المراكشيون من استمرار هذا الوضع، ووضع المدينة في منطقة يمنع فيها التنقل، على اعتبار أن ذلك سيزيد من تعقيد الوضع بهاد وسيفاقم الأزمة بقطاعات حيوية عديدة، خصوصا المجال السياحي المتضرر الأكبر من الإجراءات المرتبطة بالطوارئ الصحية المتخذة لمنع تفشي فيروس “كورونا”.

hespress.com