قبل عام على الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، وعلى خطى حزب التجمع الوطني للأحرار، أعلن حزب الحركة الشعبية، اليوم الخميس، عن انضمام عدد من رموز الحركة الأمازيغية في المغرب إلى صفوفه.
وفي الرباط، تم توقيع بلاغ مشترك بين حزب الحركة الشعبية وممثلين عن جبهة العمل السياسي الأمازيغي، وذلك ضمن التنافس الذي تخوضه الأحزاب السياسية لاستقطاب عدد من أعضاء الحركة الأمازيغية قبل انتخابات 2021، الجماعية والجهوية والتشريعية.
وتأتي خطوة الحركة الشعبية بعدما أعلن عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عن اندماج أزيد من 90 في المائة من جبهة العمل السياسي الأمازيغي في حزبه، مبرزا أن “هذه الخطوة جاءت بعد لقاءات بين رموز الحركة الأمازيغية وحزب الأحرار”، الأمر الذي أثار جدلا واسعا بين رافض للالتحاق ومعارض لخوض حركة مدنية الحروب الانتخابية.
ونفى الأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر، في كلمة له، أن يكون التوقيع مع الحركة الأمازيغية اليوم نوعا من الاستقطاب الذي يقوم به الحزب، مشيرا إلى أن “الحزب لم يسع لتسييس القضية الأمازيغية منذ 60 سنة، ولا يهدف للكسب الإنتخابوي أو أصوات انتخابية، بقدر ما كان يؤمن بضرورة أن تتم نصرة القضية الأمازيغية وإن اقتضى الأمر دفع الثمن”.
وأكد الأمين العام لحزب “السنبلة” أن “نصرة القضايا وحل الإشكالات المجتمعية لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا عبر المؤسسات، برلمانا كان أو جماعات”، موضحا أنه “لا يمكن استحضار القضية الأمازيغية بعيدا عن المسار الذي اتخذته بداية من نضال الحركة الأمازيغية والمبادرات الملكية، وصولا إلى دسترتها لغة رسمية”.
وانتقد العنصر بشدة الرافضين لكتابة الأمازيغية بحرف تيفيناغ، باعتباره من الصعوبات التي تواجه اللغة الأمازيغية، مشددا على أن مبررات عدم التواصل باللغة أو الكتابة لا أساس لها لأن دولا صغيرة استطاعت أن تكسب لغاتها اعترافا دوليا في وقت وجيز.
وكشف حزب الحركة الشعبية على لسان وزير الشباب والرياضة الأسبق، لحسن السكوري، عضو المكتب السياسي للحزب، أن تنظيمه ظل مؤمنا بأن “المكان الطبيعي لإنصاف الأمازيغية يوجد داخل المؤسسات”، معتبرا أن “التعاقد السياسي هو منطق للانفتاح على الحركة الأمازيغية للانخراط في العمل السياسي والمؤسساتي”.
وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر أن العمل المشترك كان لشهور قبل الوصول إلى هذه المحطة التي وصفها بـ”السارة”، مشيرا إلى ضرورة “أن يتحول هذا التوقيع إلى عمل جاد عميق وله آفاق واستمرارية”.
وسجل العنصر أن التوقيع يعد بمثابة انطلاقة لما يؤمن به حزب الحركة الشعبية من كون القضية الأمازيغية هي قضية هوياتية وتهم جميع المغاربة، ولا يمكن أن تختزل في الصراع السياسي والتنافس الحزبي، مشددا على ضرورة أن تكون “قضية تميز المغربي عن باقي المكونات، رغم الانتماءات العدة للمغاربة الإفريقية والعربية والإسلامية التي توحد المغاربة”.
وأبدى العنصر تفاؤله بهذه الخطوة من أجل إعطاء الانطلاقة لعمل حقيقي لتكون للأمازيغية المكانة التي تستحقها في مناحي الحياة العامة، مبرزا أن “النضال من أجل نفس القضية وحّد السياسي مع الجمعوي”.