"الحر بالغمزة".. العلم نور والجهل عار


سعيد ابن عائشة


الأربعاء 16 دجنبر 2020 – 17:14

وأخيرا، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية وهي أقوى دولة في العالم، والمحرك الأول للدبلوماسية في المحافل الدولية، بمغربية الصحراء. ولم يقف الأمر عند مجرد مرسوم أصدره الرئيس دونالد ترامب مشكورا، ونشره البيت الأبيض، بل إن سفير واشنطن في الرباط دافيد فيشر أصر على التنزيل الفوري للقرار الأمريكي بظهوره أمام الصحافة الوطنية وهو يمسح الخطوط الوهمية للكيان الوهمي من خريطة المملكة المغربية.

هكذا ببساطة يمكن أن نطوي صفحة البوليساريو، فمن سيجرؤ اليوم على التشكيك في مغربية الصحراء بعد أن اعترفت أمريكا بمغربيتها؟ ولكن الحسم الجزئي للمعركة الخارجية يفرض حسم المعركة الداخلية؛ والمعركة طبعا ليست معركة حدود بل معركة وجود.. معركة ضد الجهل ومنابع التخلف السياسي والفكري..إنها بكل بساطة معركة بناء الإنسان المواطن.

من منا اليوم يتقن اللغة الإنجليزية لمواكبة القفزة التاريخية للعلاقات المغربية الأمريكية؟ وأي إعلام وطني هذا يمكن نجابه به وكالات الأنباء التي تسيطر على العالم ولغة العالم هي الإنجليزية؟ أين هم البرلمانيون “السيناتورات” الذين يمكن أن نتفاخر بظهورهم في المحافل الدولية وهم يقدمون التصريحات بلغات أجنبية في محافل دولية كبرى؟ متى نصل إلى ذلك الانسجام الحكومي الذي تنتصر فيه مصلحة الوطن على مصلحة الجماعة؟ وأية دولة هاته التي يأتي فيها وزير “شارد”، في لحظة إجماع وطني، ليسيء إلى القضية الوطنية للمغاربة، عبر قناة أجنبية، موالية لحزب معاد للوطن؟.

هل يعقل أن يعيش في المغرب مغربان؟ المغرب القوي الذي حقق انتصارات تعيد إلى الأذهان تاريخ الإيالة المغربية الشريفة، حيث لم يكن هناك أي جدال حول مغربية الصحراء، تلك المملكة التي كان صداها يتردد في العالم كقوة عظمى يهابها الجميع، وحيث كان سفراء المخزن الشريف بجلابيبهم أقوى بكثير من أصحاب ربطات العنق الأنيقة.. ومغرب آخر شارد سياسيا، يعطي الكلمة للجهل في معارك كبرى وحساسة؟ لماذا لا تجد الصحوة الدبلوماسية والتنسيق الدولي صدى لهما في صناديق الاقتراع؟ إلى متى يجثم الجهل على القلوب رغم أن القاعدة تقول “العلم نور والجهل عار”؟.

إن معركة بناء الإنسان تبدأ من العلم، وكل شعب جاهل مصيره الاستعمار، وكل انتخابات مهجورة تزكي الجهل، وكل مواطن لا يعبر عن وطنيته يكاد يكون مثل العدم، لأجل ذلك فالمعركة اليوم معركة من أجل العلم أولا..

الإنجليزية الحكومة السفير الأمريكي مجلس النواب

hespress.com