أعلن بابلو إغليسياس، زعيم حزب “بوديموس” النائب الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية، اليوم الاثنين، مغادرة منصبه الحكومي بغرض الترشح في الانتخابات الجهوية لرئاسة جهة مدريد، وهي خطوة قد تؤثر على الائتلاف الحكومي.
ويعتبر إغليسياس وحزبه من الداعمين لجبهة البوليساريو الانفصالية، ويرجح أن يكون هو السبب في تأجيل الاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب، الذي كان مقررا في دجنبر من السنة الماضية، بدعوى الوضعية الوبائية.
وقال بابلو إغليسياس، في شريط فيديو، إنه سيغادر منصبه في الحكومة الائتلافية لخوض غمار الانتخابات الجهوية المبكرة على صعيد جهة مدريد المقرر إجراؤها يوم 4 ماي المقبل، في مواجهة الرئيسة الحالية إيزابيل دياز أيوسو التي دعت إلى تصويت مبكر لمواجهة التمرد الداخلي داخل الائتلاف الجهوي.
وأضاف إغليسياس في تصريحه المصور قائلا: “سنبني ترشيحا يساريا قويا لمنع اليمين المتطرف من الاستيلاء على مؤسساتنا”، مشيرا إلى أن وزيرة العمل يولاند دياز ستحل محله كنائبة لرئيس الوزراء الإسباني.
وكان حزب بوديموس والحزب الاشتراكي قد أبرما صفقة ائتلافية في أواخر سنة 2019 لإنهاء سنوات من العداء والحكومات غير المستقرة، لكن التحالف تميز بخلافات حول قضايا عدة، من بينها مستقبل النظام الملكي وكيفية إنقاذ الاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا.
وكانت عمدة مدريد إيزابيل دياز، المنتمية إلى الحزب الشعبي، قد أقدمت، الأربعاء الماضي، على حل البرلمان الجهوي والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، بعد أن قدم حزب “سويدادانوس” المتحالف معها مقترحا لحجب الثقة عن الحزب الشعبي في اليوم نفسه في جهة مورسيا.
وأكدت المحكمة العليا بجهة مدريد، أمس الأحد، تثبيت إجراء الانتخابات الجهوية المبكرة في جهة مدريد يوم 4 ماي المقبل، بعدما رفضت التماسا عاجلا قدمه مكتب مجلس البرلمان الجهوي، يوم الجمعة الماضي، يطالب فيه بتعليق حل المجلس قبل إجراء هذا الاقتراع الجديد.
وأورد تقرير لوكالة “بلومبرغ” أن حكومة مدريد الجهوية يمكن أن تكون منصة أفضل لإغليسياس لتعزيز أجندة حزبه، حيث تعود جذور هذا الأخير إلى مدريد التي تتميز تقليديا بالتوازن بين اليمين واليسار، وقد كانت العمدة السابقة للمدينة مانويلا كارمينا مرتبطة بحركة بوديموس.
وخلال السنة الماضية، تضاءلت جاذبية بوديموس ولم يعد يحظى اليوم إلا بدعم 5 في المائة من الناخبين في الاستحقاقات المقبلة المقررة في مدريد، بحسب استطلاع أجرته شركة الاستشارات “GAD3” نشرت نتائجه في الثالث عشر من مارس الجاري.
ويرجح أن تساعد ترقية وزيرة العمل يولاند دياز إلى منصب نائب رئيس الوزراء في إسبانيا في تحسين التواصل داخل الائتلاف الحكومي برئاسة بيدرو سانشيز، لكن هذا التحول سيعطي لإغليسياس مزيدا من الحرية للتعبير عن انتقاده للاشتراكيين.
وقال إغناسيو خورادو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كارلوس الثالث في مدريد، في تصريح أوردته “بلومبرغ”، إن “وجود إغليسياس خارج الحكومة مشكل في النهاية، لأنه يستطيع التعبير عن معارضته دون القيود التي يفرضها عليه التواجد داخل الحكومة”.