قالت رئاسة الحكومة في تونس، اليوم الإثنين، إنها طلبت فتح تحقيق على خلفية دخول لقاحات مضادة لفيروس كورونا بشكل غير معلن رسميا إلى مسؤولين في الدولة.
وكان مصدر من الرئاسة التونسية أفاد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) في وقت سابق اليوم باستلام الرئاسة ألف جرعة كهبة من الإمارات أحالتها على الصحة العسكرية.
وقالت المكلفة بالإعلام في الرئاسة ريم قاسم لـ”د. ب. أ” إن الرئيس وعائلته وباقي المسؤولين في الديوان الرئاسي لم يستخدموا الجرعات.
وتجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في تونس موجة انتقادات للمسؤولين الرسميين في مؤسسات الدولة بشأن وصول لقاحات بشكل غير معلن، في وقت تأخر وصول الشحنات المقررة للشعب، دون أن تحدد السلطات موعدا رسميا لذلك حتى اليوم.
وقالت رئاسة الحكومة في بيان لها، إنها “لا علم لها بوصول هذه اللقاحات ومصدرها، ولا مدى توفرها على الشروط الصحية والقانونية الضرورية، ولا بمآلها”، وأضافت أن “رئيس الحكومة هشام مشيشي أذن بفتح تحقيق فوري حول ملابسات دخول هذه اللقاحات وكيفية التصرف فيها وتوزيعها”.
وتابعت الرئاسة بأن “إدارة عملية التلقيح تبقى من مسؤولية اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا، في إطار الإستراتيجية الوطنية التي تم إرساؤها للغرض، والتي حددت الفئات المعنية بالتلقيح بصفة أولوية”.
كما قال مصدر مكلف بالإعلام في رئاسة مجلس البرلمان لـ”د. ب. أ” إن مكتب البرلمان لم يتلق بشكل رسمي أي جرعات من اللقاحات، وأن رئيس البرلمان راشد الغنوشي لم يجر تلقيحا.
وأوضح المصدر: “لا علم لرئاسة البرلمان بما إذا كان نواب تلقوا تلقيحا، وإذا حصل ذلك فإنه قد يكون بشكل غير رسمي”.
وتفرض تونس حجرا صحيا جزئيا وحظر تجوال ليلي منذ أكتوبر الماضي مددته السلطات حتى يوم السابع من الشهر الجاري، ولكن الجدل تصاعد مع خروج مسيرة ضخمة لحزب حركة النهضة أول أمس السبت وسط العاصمة، بحضور رئيس البرلمان وعدد من القياديين البارزين في التنظيم.
وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق إمكانية وصول دفعة من لقاح فايزر الأمريكي مجانا بدءا من منتصف فبراير الماضي، في إطار مبادرة “كوفاكس” التي يرعاها ائتلاف يضم منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى بواقع 93 ألف جرعة، إلى جانب 592 ألف جرعة من لقاح “أسترازينيكا” بدءا من شهر مارس الجاري.
لكن لم تعلن الحكومة وصول أي دفعة حتى اليوم، كما لم تحدد موعدا ثابتا لقدوم اللقاحات.
وبخلاف مبادرة كوفاكس كانت الحكومة أعلنت اقتناء مليوني جرعة من لقاحات فايزر، والمقرر استلامها بدءا من الشهر الجاري أيضا، حسب ما أكده وزير الصحة فوزي مهدي.
وقالت الحكومة إنها تعمل على اقتناء لقاحات من مخابر أخرى من بينها “سينوفاك” الصيني و”سبوتنيك في” الروسي، الذي حصل على ترخيص مؤقت لمدة سنة لترويج اللقاح في تونس.
وعرفت تونس موجة ثانية كاسحة من تفشي وباء كورونا مع تصاعد أعداد الوفيات والمصابين منذ نوفمبر الماضي، قبل أن تتباطأ الأعداد وتتراجع إلى نحو النصف مع منتصف فبراير الماضي .
وحسب آخر تحديث لوزارة الصحة فقد تسبب الوباء في وفاة أكثر من ثمانية آلاف شخص وإصابة 233 ألفا و277، تعافى من بينهم أكثر من 198 ألفا.