أوضح والي جهة بني ملال خنيفرة، خطيب الهبيل، أن “تدبير الموارد المائية التي يتميز بها الحوض المائي لأم الربيع يواجه تحديات صعبة، تتمثل في تلبية الحاجيات المتزايدة من الماء لمسايرة النمو الاقتصادي في ظل تراجع الواردات المائية وانخفاض مستوى الفرشات المائية نتيجة التأثير السلبي للتغيرات المناخية والاستغلال غير المعقلن للمياه، وكذا تدهور جودة المياه جراء التلوث بكل أشكاله”.

وشدد والي الجهة، خلال الاجتماع التأسيسي لمجلس الحوض المائي لأم الربيع، الذي عقد الإثنين، على ضرورة مواجهة هذه التحديات والإكراهات المطروحة، وإرساء التوازن ما بين العرض والطلب على الماء، واستغلال الموارد المائية بالحوض بعقلانية واستدامة، من خلال نهج مقاربة مندمجة وشمولية في التعامل مع هذه المادة الحيوية، تقوم على التشاور والتشارك مع مراعاة الأولويات والتضامن بين مختلف مكونات الحوض المائي لأم الربيع.

وأشار الهبيل إلى أن المنظومة المائية تعتبر ذات أهمية حيوية وإستراتيجية كبرى في الحفاظ على التوازن المجتمعي والبيئي، غير أنها أصبحت تعيش مجموعة من الإكراهات والاختلالات في السنوات الأخيرة، على رأسها إشكالية ندرة المياه على المستوى العالمي، مضيفا أن المملكة المغربية تعاملت بصورة استباقية مع التغيرات المناخية من خلال تبنى سياسة السدود.

كما استعرض خطيب الهبيل، خلال هذا الاجتماع الذي خصص لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه والمصادقة على النظام الداخلي وتعيين اللجنة التقنية، المجهودات المبذولة لتطوير العرض المائي بحوض أم الربيع، وإنجاز العديد من التجهيزات الهيدرو- فلاحية الكبرى والمركبات الصناعية، وما واكبها من تجهيزات مائية ضخمة لتلبية الحاجيات من الماء الشروب والصناعي وتوفير مياه السقي.

من جانبه، قدم مدير وكالة الحوض المائي لأم الربيع عرضا حول مهام الوكالة، وكذا الإكراهات والتحديات على مستوى الحوض المائي لأم الربيع، المتمثلة خاصة في محدودية الموارد المائية وتزايد الطلب على الماء والاستغلال المفرط للمياء الجوفية، وفترات الجفاف الحادة، وتلوث الموارد المائية وانجراف التربة وتوحل حقينات السدود.

وشهد الاجتماع، الذي جرى بمقر الغرفة الفلاحية، انتخاب حسن معوني رئيسا لمجلس الحوض المائي لأم الربيع، ورشيد بوكطاية ويحيا الخالقي نائبا أولا ونائبا ثانيا على التوالي لرئيس المجلس. كما تم انتخاب أعضاء اللجنة التقنية التابعة للمجلس.

جدير بالذكر أن حوض أم الربيع يمتد على حوالي 48000 كلم2، ويشمل أجزاء متفاوتة من 5 جهات، هي بني ملال-خنيفرة والدار البيضاء-سطات ومراكش-أسفي ودرعة-تافيلالت وفاس-مكناس، ويتوفر على تجهيزات مائية هامة (15 سدا بسعة إجمالية تناهز 5 مليارات م3، وقنوات لتحويل المياه)، تمكن من تزويد العديد من المدن والمراكز والمنشآت الصناعية بالماء الشروب والصناعي، سواء داخل الحوض أو في الأحواض المجاورة، كما تزود 3 دوائر سقوية كبرى بمياه السقي، وهي تادلة ودكالة وتاساوت؛ بالإضافة إلى إنتاج الطاقة الكهرومائية.

hespress.com