متنفسة الصعداء، بعد شهرين من الحجر الصحي، تعود بعض جهات المملكة إلى جزء من الحياة الطبيعية، عقب قرار السلطات تخفيف الحجر، خصوصا الموطنة منها في المنطقة الأولى، والتي ستستفيد من عودة لمعظم الأنشطة الاقتصادية وحرية تجوال كذلك.

ومنّت شرائح واسعة بمناطق الجنوب الشرقي وسوس والصحراء والشرق النفس بإمكانية الإفراج التدريجي عن بعض مظاهر الحياة الطبيعية بها، مع احترام تام للشروط الصحية التي وضعتها السلطات؛ وهو ما استجاب له بلاغ وزارتي الداخلية والصحة.

انتصار للجهة الشرقية

عبد الله قشمار، فاعل مدني بالجهة الشرقية، أورد أن السكان منتشون بتمكن مختلف الأطر الطبية والتمريضية ومعها مختلف الفاعلين من محاصرة الوباء على مستوى الجهة، كما يعود الفضل كذلك للمواطنين الذين التزموا بالإجراءات الوقائية المفروضة.

وأضاف قشمار، في تصريح لجريدة هسبريس، أن قرار السلطات منصف، كما أنه سيكون امتحانا للحكومة المغربية فيما يتعلق بالتنزيل الفعلي للجهوية المتقدمة، مقللا من مخاوف انتشار الفيروس بالعودة إلى إغلاق أماكن التجمعات.

وبخصوص عودة الأنشطة الاقتصادية، قال المتحدث: “ستخفف معاناة الشرائح التي توقف عملها بسبب الجائحة، كما أنها سترفع الضغط على الحكومة من حيث تقديمها للمساعدات، والذي قد يؤدي إلى تضخم مالي غير مسبوق يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني.

استفادة العالم القروي

حسن وشكو، فاعل مدني بمنطقة بني ملال، أورد أن قرار تعليق الحجر الصحي في الأقاليم التي تمكنت من السيطرة على الفيروس منصف وصائب وجب تثمينه، مشيرا إلى أنه جنب المواطن القروي تعقيدات كثيرة جدا.

وأوضح وشكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن سكان المنطقة تلقوا الخبر بفرح، إلا أن الخوف من تفشي الفيروس لا يزال حاضرا، مطالبا المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والالتزام بطرق الوقاية المعلومة.

وزاد وشكو، ضمن التصريح ذاته: “بدون شك عودة الأنشطة الاقتصادية ستخفف ولو قليلا من الأزمة، خصوصا أنها ستفتح المجال أمام تجارة وبيع المواشي، التي تشكل مورد الرزق الرئيسي للمواطن القروي”.

سوس تتحرك

عبد الله بوشطارت، فاعل مدني بجهة سوس، وصف القرار بالعادل والمنصف، بالنظر إلى ما يعيشه المغرب، وقياسا بوتيرة تفشي الوباء، مؤكدا أن الحل كان هو رفع الطوارئ بالتدريج، إلى حين القضاء النهائي على الفيروس.

وأشار بوشطارت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن كل القرارات التي همت المنطقة الأولى شجاعة، خصوصا إعادة الحياة لبعض القطاعات، لا سيما أنها منطقة ركود وطرد أصلا، أي أن أنشطتها محدودة وغير حيوية.

وسجل المتحدث أن الجهة الشرقية وجهة درعة تافيلالت وجهة سوس ماسة هي أحزمة الهشاشة، وبقاء الحجر هو احتفاظ بالأزمة النفسية والاجتماعية، مسجلا عودة الحركية بمدن أكادير وإنزكان وآيت ملول، على الرغم من تدهور الأوضاع الاجتماعية للسكان.

hespress.com