بمجرد انطلاق العمل بقرار التخفيف في مدينة مراكش، التي تدخل ضمن المنطقة 2، الخميس، حتى دبت الحياة في ساحة “جامع الفنا”، وغصت الحدائق، التي تميز المدينة الحمراء، بالمواطنين فرادى وجماعات وهم يرتدون الكمامات، ما يبشر بالعودة إلى نمط الحياة الاعتيادي.

لكن المرور إلى فترة ما بعد الحجر الصحي يطرح العديد من التساؤلات والإكراهات، ويفرض إجراءات وتدابير وقائية، استدعت من لجنة اليقظة تنزيل آليات التدخل الاستباقي، لضمان تدبير أنجع للفضاءات العمومية، وتأطير ذكي لحركية التنقل والجولان.

في هذا الصدد، قال سعيد لقمان، مدير الوكالة الحضرية لمراكش، إن “التدبير اللامادي للفضاءات العمومية، كساحة “جامع الفنا” والحدائق، خلال وما بعد فترة الحجر الصحي، يتطلب إعادة النظر في طريقة استغلال المجال العمومي، وابتكار سبل جديدة للتعايش الاجتماعي، في احترام تام للإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية”.

وواصل المدير نفسه، في تصريح لهسبريس، قائلا: “للإجابة عن هذا التحدي، وضعت الوكالة الحضرية لمراكش خطة لرفع مستوى الوعي العام، في شأن طريقة التعامل مع الأماكن العامة بعد رفع الحجر الصحي، وتحسيس المواطنين بأهمية فترة ما بعد الحجر الصحي”.

وأضاف أنه “منذ بداية الجائحة، أحدثنا منتدى مراكش، الذي نظم سلسلة لقاءات تفاعلية، تحت إشراف والي جهة مراكش أسفي، بمشاركة جميع الفرقاء والمتدخلين، لتبادل التجارب وتقاسم الخبرات وتقديم أفكار ومقترحات عملية، لضمان تدبير أنجع للفضاءات العمومية، كالساحات والحدائق والمآثر التاريخية”.

“وضعنا خطة لكيفية زيارة هذا التراث اللامادي، وحركية التنقل والجولان داخل المدينة”، يورد لقمان مشيرا إلى أن “الأولوية ستعطى للمشاة وتحديد أماكن السيارات، للتقليص من نسبة التلوث بعاصمة النخيل، واستعمال الدراجات الهوائية والعربات المجرورة بالخيول”.

هسبريس جالت بعض حدائق مراكش، وانتقلت إلى ساحة “جامع الفنا”، وعاينت استئناف بعض عربات الفواكه الجافة والعصير العمل، و”فُتحت الأبواب أمام زوار الساحة، الذين تقاطروا لشرب كؤوس من الليمون تضامنا مع المهنيين”، يقول عبد الجليل بن يحيى، الكاتب العام لجمعية مستقبل ساحة “جامع الفنا” للفواكه والمشروبات.

وواصل المتحدث نفسه، في تصريح لهسبريس، “اعتمدنا التدابير الاحترازية التي توصي بها السلطات العمومية، فعربات العصير والفواكه الجافة تم تعقيمها مرتين؛ الأولى من طرف جماعة مراكش، والثانية بمجهود ذاتي”.

وأضاف بين يحيى: “أغلقنا محلاتنا استجابة لنداء الوطن، ونفتحها اليوم استجابة للنداء عينه، رغم معاناة الحرفيين بسبب خسائرهم المادية، فالمواد أُتلفت، والمستخدمون كانوا في بطالة تامة، ما فرض على الجمعية العناية بهم”.

وأشار الفاعل الجمعوي ذاته إلى أن “أصحاب العصير مستعدون لتقديم خدماتهم في كؤوس نظيفة، ليستمتع الزبون بمشروب بارد في ساحة “جامع الفنا”، وأخرى للراغبين في شربه بعيدا”، مؤكدا أن “تجار ساحة “جامع الفنا” ينتظرون زوارها، حتى ينتصر الأمل وحب الحياة بعد فترة الحجر الصحي”.

hespress.com