حركة تدريجية بدأت تدبّ في مجموعة من المناطق التي ينبعث منها عبق التاريخ بالعاصمة الاقتصادية للمملكة مع بداية السنة الجارية، بعد فترة طويلة من الحجر الصحي، أفضت إلى تراجع نمط الاستهلاك المعهود لدى المغاربة، وهو ما أدى بدوره إلى تضرر الأنشطة التجارية والثقافية المنتشرة بعدد من الأحياء السكنية.

المعاينة الميدانية التي قامت بها هسبريس تكشف عودة الحياة إلى حي “الأحباس” التاريخي، المعروف بأنشطته الثقافية التي تجلب “البيضاويين” والباحثين عن مختلف أصناف الكتب، إذ أعلنت مجموعة من المكتبات عن عروض تخفيضية قصد جلب الزبائن، بعد إلغاء دورة المعرض الدولي للكتاب الذي كان يشكل فرصة لرفع المبيعات السنوية.

وبالفعل، لاحظت الجريدة إقبالا كبيرا للمواطنين على المكتبات صاحبة التخفيضات، الأمر الذي نفض الغبار عن المؤلفات التي ظلت حبيسة الرفوف خلال السنة الماضية، بفعل قرارات الإغلاق الكلية أو الجزئية التي طالت القطب المالي للبلاد في ظل تدهور الحالة الوبائية العامة.

وشهد حي “الأحباس” حركة دؤوبة خلال الأيام الأخيرة بعد تحسن الوضعية الوبائية، حيث بات “البيضاويون” يتنقلون إلى هذه المنطقة التاريخية الهادئة من أجل الترفيه عن النفس، أو اقتناء بعض الملابس التقليدية والحلي، أو زيارة المباني العمرانية العتيقة، بعيداً عن “الضوضاء” التي يعرفها مركز المدينة خلال أوقات النهار.

وغير بعيد عن “الأحباس”، أصبحت المنطقة التجارية لـ”درب السلطان” تضجّ بالحياة بعدما تحولت إلى “شبح” في الأشهر المنصرمة، حيث تحسّنت الحركة التجارية بمجموعة من الأسواق الجماعية المتخصصة في بيع الملابس والأواني والمنتجات التقليدية والأثاث.

وخفّفت السلطات المحلية من التدابير المشددة التي رافقت “القفزة الوبائية” التي عرفتها مدينة الدار البيضاء قبل أشهر، مع الحفاظ على موعد الإغلاق اليومي المحدد في الساعة الثامنة مساءً، وهو القرار الذي تطالب الساكنة بتمديده إلى العاشرة ليلاً في ظل بدء عملية التلقيح بالمملكة.

وتصرّ فئات كثيرة على مخالفة التدابير الاحترازية الموصى بها من قبل وزارة الصحة، من قبيل ارتداء الكمامة الواقية واحترام مسافة الأمان وأجرأة التباعد الجسدي، فضلا عن “التراخي” في تطبيق الإجراءات الوقائية بعدد من المطاعم والمحال التجارية والمقاهي.

hespress.com