في أول تعليق رسمي من الجانب الألماني، أكدت وزارة الخارجية الألمانية لجريدة هسبريس الإلكترونية، اليوم الجمعة، توجيه برلين دعوة رسمية خاصة إلى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قصد المشاركة في مؤتمر “برلين 2” حول ليبيا الذي ينعقد في 23 يونيو الجاري.
وأوضحت وزارة الخارجية الألمانية أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعيا “الدول والمنظمات المشاركة في مسار برلين إلى مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا الذي سينظم في برلين يوم 23 يوليوز من الشهر الجاري”.
وشددت وزارة الخارجية ذاتها، في جوابها الذي نقلته السفارة الألمانية بالرباط إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “المغرب يُشارك منذ فترة طويلة في لجنة المتابعة الدولية لليبيا، ولذلك فطبيعي أن يدعو وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، والأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، وزير الخارجية المغربي السيد ناصر بوريطة إلى مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا”.
وتعتبر دعوة ألمانيا المغرب إلى مؤتمر برلين الثاني لمناقشة تطورات الأزمة الليبية تطوراً إيجابياً في العلاقات المغربية الألمانية، بعدما قررت الرباط سابقاً قطع علاقاتها مع برلين لعدة أسباب، من بينها إقصاء المملكة من مؤتمر برلين الأول حول ليبيا.
وكانت وزارة الخارجية المغربية، في بلاغ استدعاء سفيرة المملكة ببرلين بتاريخ السادس من شهر ماي الماضي، أكدت أن “هناك محاربة مستمرة، لا هوادة فيها، للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دوره في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة، دون مبرر، من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين”.
ويستضيف المغرب، اليوم الجمعة، جولة محادثات ليبية-ليبية جديدة من المنتظر أن تركز على آلية توزيع المناصب السيادية، في إطار الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تبذلها المملكة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.
وقال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، الخميس بالرباط، إن المغرب كان رافدا قويا في كل محطات تسوية الأزمة الليبية.
وكشف رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بهذه المناسبة، أن “هناك الآن مساعي مغربية للوصول إلى توافقات حول بعض الملفات الليبية التي مازال فيها جدل”، معربا عن تفاؤله بوجوده بالمملكة و”بهذه المساعي بين الأطراف الليبية من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي”.
وأكد عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، في تصريحات صحافية لدى وصوله إلى مطار الرباط سلا زوال الخميس، أن ليبيا “تحتاج إلى الدعم المغربي، نظرا لمكانة المغرب في المجتمع الدولي، وحرص الملك محمد السادس على استقرار ليبيا وأمنها”.
وأوضح عقيلة صالح، الذي يزور المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، أن زيارته إلى المغرب تأكيد على “عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، والتواصل المستمر بين المجلسين لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك”.