تتواصل حرب التصريحات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بشأن أزمة استقبال إبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو”، بأوراق وهوية مزيفة وعدم تقديمه أمام القضاء الإسباني.
أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، أكدت، اليوم الثلاثاء، أنه إذا أراد القضاء الإسباني استدعاء زعيم “البوليساريو” فإن حكومتها لن تتدخل في استقلالية العدالة الإسبانية.
واعتبرت وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية أن استقبال بلادها للأمين العام لجبهة “البوليساريو” “لم يؤثر على العلاقات بين البلدين”، وزادت أن مدريد قدمت للرباط “التفسيرات المناسبة”.
وتأتي التوضيحات الإسبانية في وقت أكد فيه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المغرب لا يزال ينتظر “ردا مرضيا ومقنعا” من الحكومة الإسبانية بشأن قرارها الترخيص للمدعو إبراهيم غالي، المتابع من لدن العدالة الإسبانية على خلفية جرائم إبادة والإرهاب، بالدخول إلى ترابها.
وأشارت أرانتشا غونزاليس لايا، في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء، إلى أن بلادها قدمت للمغرب “التفسيرات المناسبة حول الظروف التي أدت بنا إلى استقبال غالي في إسبانيا لأسباب إنسانية بحتة”، مضيفة أنه عندما “تزول هذه الأسباب الإنسانية سيغادر بالطبع غالي إسبانيا”.
وتتمسك إسبانيا بالعلاقات مع المغرب في وقت تهدد فيه الرباط بمراجعة علاقاتها مع مدريد، وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية إن “موقف إسبانيا تجاه المغرب إستراتيجي ولم يتغير: صداقة وتعاون وشراكة وثيقة بين جارين وشريكين مميزين”.
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية أمر بالتحقق مما إذا كان زعيم “البوليساريو” يوجد على الأراضي الإسبانية بهوية وأوراق مزورة، قبل أن يقرر في مسألة استدعائه.
وذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن قاضي المحكمة المركزية رقم 5 لم يرفض من حيث المبدأ استدعاء إبراهيم غالي قصد التحقيق معه في التهم الموجهة إليه، بناء على طلب الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد علمه بذلك؛ فيما تم توجيه الاستدعاء فعلا إلى خمسة أعضاء من جبهة “البوليساريو”، من بينهم قياديون.
ويتهم الناشط الصحراوي فاضل بريكة، الذي قبلت المحاكم الإسبانية شكايته في أبريل الماضي، زعيم الانفصاليين بالمسؤولية عن اختطافه خلال الفترة من 18 يونيو 2009 إلى 10 نونبر من العام نفسه.
وخلافا لجواب وزيرة الخارجية الإسبانية، صرح ناصر بوريطة لوكالة الأنباء الإسبانية، السبت الماضي، بأن “المغرب لم يتلق، حتى الآن، إجابات من مدريد عن الأسئلة التي أثارها ضمن بلاغ نشره الأحد الماضي”.
وقال بوريطة إن المغرب وإسبانيا تجمعهما بالفعل “شراكة شاملة: سياسية، اقتصادية، تجارية، إنسانية وأمنية”، وهنا يأتي طرح قضية الهجرة، مضيفا أنه لا ينبغي الاعتقاد بأنها “علاقة انتقائية: إذ كلما تعلق الأمر بالتآمر مع الجزائر و”البوليساريو” يغادر المغرب شاشة الرادار الإسبانية؛ لكن عندما نتحدث عن الهجرة أو الإرهاب نعود لنصبح مهمين مرة أخرى”.
وجدد المسؤول الحكومي المغربي ذاته التأكيد، مرة أخرى، على أن المملكة ترفض أن تكون “دركي” الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بقضايا الهجرة.