في أول تصريح رسمي من الجارة الشمالية، قالت أرانشا جونزاليز لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية، إن العلاقات بين مدريد والرباط “لن تتأثر” باستقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي قصد العلاج في إسبانيا.

ورفضت وزيرة خارجية إسبانيا في ندوة صحافية مع نظيرها الفلسطيني، اليوم الجمعة، تقديم تفاصيل حول المدينة الإسبانية التي يعالج فيها إبراهيم غالي أو الإدلاء بأي تفاصيل حول حيثيات قدومه إلى إسبانيا، مؤكدة أن استقباله كان لدواع إنسانية.

ويبدو أن إسبانيا واعية بأن خطوة استقبال زعيم البوليساريو قد أثارت انزعاج الرباط؛ إذ شددت وزيرة الخارجية، جوابا على سؤال صحافي حول تداعيات الحدث، على أن دخول إبراهيم غالي إلى مستشفى إسباني، “لا يمنع ولا يخل بالعلاقات الممتازة التي تربط إسبانيا بالمغرب”.

في السياق ذاته، كشفت الصحافة الإسبانية أن المحكمة الوطنية الإسبانية فتحت اليوم تحقيقا في الأخبار التي راجت بشأن دخول زعيم البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بهوية جزائرية، لتفادي اعتقاله بسبب مذكرة البحث الصادرة في حقه.

وجاء تحرك القضاء الإسباني بعدما وضعت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان طلبا عبر محاميها على مكتب المدعي العام الإسباني، للاستماع إلى إبراهيم غالي، داعية إلى “إصدار بيان منع خروجه من الأراضي الإسبانية” بتهم تلاحقه سابقا، تتعلق أساسا بـ “جرائم ضد الإنسانية وعمليات اختطاف وتعذيب”.

ووضع دفاع ضحايا زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية شكاية عاجلة أمام القضاء الإسباني من أجل تفعيل مذكرة اعتقاله فورا، وعدم السماح له بمغادرة البلاد.
وأشارت وسائل إعلام إسبانية إلى أن استقبال زعيم البوليساريو فوق الأراضي الإسبانية، أمر “محرج” لمدريد التي تحتاج إلى شريك قوي من حجم الرباط، خصوصا في قضايا تتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات.

وكان القضاء الإسباني تابع إبراهيم غالي بعد دعوى قضائية رفعتها مجموعة صحراوية ضده سنة 2008، ثم قضية أخرى مماثلة سنة 2016، لتورطه في “ارتكاب إبادة جماعية وعمليات اختطاف وتعذيب في حق صحراويين”.

وحاولت إسبانيا التستر على خبر تواجد إبراهيم غالي فوق أراضيها، وذلك باتفاق على ما يبدو مع جبهة البوليساريو، التي لم تذكر في إعلان إصابته بفيروس كورونا الدولة التي يتعالج فيها، غير أن كشف وسائل إعلام دولية تواجده بمستشفى لوغرونيو بالقرب من سرقسطة دفع الحكومة الإسبانية لاحقاً إلى الاعتراف بذلك.

hespress.com