فجأة، وجد مواطنون أنفسهم محرومين من حصص تصفية الدم التي دأبوا على الخضوع لها مرتين في الأسبوع، بسبب حرمانهم من الاستفادة من سيارة الإسعاف التابعة لجماعة سبت أيت رحو بإقليم خنيفرة، والتي كانت تقلّهم إلى المدينة للخضوع لحصص تصفية دمائهم من الشوائب بعدما عجزت كُلاهم عن القيام بهذه المهمة.

لحسن المنصوري واحد من المواطنين الذين حرمهم المجلس الجماعي بسبت أيت رحو بإقليم خنيفرة من الاستفادة من خدمة النقل التي كانت توفرها لهم سيارة الإسعاف الجماعية، دون تقديم تبرير لهم؛ وهو ما جعلهم عرضة لمضاعفات صحية خطرة بدأت أعراضها تظهر عليهم منذ الآن وأثّرت على أجسادهم العليلة.

“أنا شادّ الطريق للقبر”، يقول لحسن المنصوري، الكهل الستّيني، وهو يرفع كفيه حذاء منكبيْه دلالة على الاستسلام، قبل أن يناشد المحسنين، في مقطع فيديو بثّه ابنه على مواقع التواصل الاجتماعي، أن يساعدوه على مواصلة حصص تصفية الدم، بعدما أصبح ممنوعا من استعمال سيارة الإسعاف التابعة للجماعة.

لحسن المنصوري ليس وحده الذي يوجد على شفا الموت بسبب توقفه الإجباري عن متابعة حصص تصفية الدم في مدينة خنيفرة، بل يوجد أربعة مواطنين آخرين في دواوير مجاورة حُرموا بدورهم من التنقل بواسطة سيارة إسعاف الجماعة؛ لكنّ ذويهم استطاعوا أن يتدبروا وسائل لنقلهم إلى المدينة، بينما المنصوري لم يجد من حيلة أمامه لإنقاذ حياته غير استجداء عطف المحسنين.

يقول ابن المنصوري، الذي وثق حالة والده بالصوت والصورة، في تصريح لهسبريس، إن أسرته لا تتوفر على سيارة، ولا على الإمكانيات المادية لنقل أبيهم إلى مدينة خنيفرة للخضوع لحصص تصفية الدم، خاصة أن استئجار سيارة “خطاف” يكلف 800 درهم، لأن خنيفرة تبعد عن قريتهم بـ130 كيلومترا.

وأضاف المتحدث أن والده والمواطنين الأربعة الآخرين، الذين يعانون من الفشل الكلوي، كانوا ينتقلون إلى مدينة خنيفرة عبر سيارة الإسعاف التابعة للجماعة مرتين كل أسبوع، أحيانا بشكل مجاني وتارة أخرى يدفعون ثمن وقود سيارة الإسعاف مناصفة بينهم، إلى أن فوجئوا قبل حوالي عشرة أيام بحرمانهم من استعمال وسيلة النقل الجماعية، دون معرفة السبب.

وتدهورت الحالة الصحية للحسن المنصوري بشكل متقدم بسبب عدم خضوعه لتصفية الدم، حيث انتفخت رجلاه بشكل كبير، نتيجة تجمّع الماء فيهما على مستوى الفخذين، وأصبح عاجزا عن الحركة جراء ذلك، حيث قال في مقطع الفيديو الموثق لحالته إن وزنه ازداد بأحد عشر كيلوغراما نتيجة المياه المتراكمة في رجليه وشلّت حركة أطرافه السفلى بالكامل.

وأضاف: “ما كنقدرش نتحرّك وما كنشوفش النعاس. رئيس الجماعة ما بغاش يعطيني لابيلانص تديني للمدينة ندير الدياليز. أنا شاد الطريق للقبر”، بينما قال ابنه متحدثا لهسبريس عن الوضعية الصحية لوالده الذي كان يخضع لحصتي تصفية الدم كل أربعاء وسبت: “لهلا يورّيك. الحالة ديالو صعيبة بزاف”.

لمن يرغب في مساعدة لحسن المنصوري في تجاوز محنته الصحية، يرجى التواصل مع ابنه عبر رقمه الهاتفي: 0622441888.

hespress.com