قلّل مصطفى الخلفي، الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، ضمن برنامج نقاش في السياسة، من الحملة التي يقودها خصوم المغرب داخل مجلس الشيوخ الأمريكي لدفع الإدارة الجديدة إلى إقناع الرئيس جو بايدن بالتراجع عن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، معتبرا أن احتفال الانفصاليين بهذا الأمر “لا يعدو أن يكون تمسك غريق بأي قشة”.

وضمن حلقة خاصة حول مستجدات قضية الصحراء المغربية، يكشف الناطق الرسمي السابق باسم حكومة سعد الدين العثماني خلفيات التحرشات الجزائرية المستمرة بسيادة المغرب، التي بلغت حد التطاول على الملك محمد السادس من قبل الإعلام الجزائري.

وقال الخلفي إن هذه الرسالة التي وقعها 27 سيناتورا أمريكيا لا وزن تشريعيا لها، لأنها ليست قانونا، معتبرا إياها رسالة دعائية ببعد احتفالي تقوم عليه شركات “لوبيين” أمريكي ممولة من قبل الجزائر لصنع وهم إمكانية تراجع الإدارة الأمريكية عن الاعتراف بمغربية الصحراء.

وفي هذا الصدد أضاف عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أنه بعد مرور شهر من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، أعلن القرارات التي ستقع مراجعتها، والتي لا تتضمن الاعتراف بمغربية الصحراء، مشددا على أن “ما صدر عن الإدارة الأمريكية الجديدة، سواء الخارجية أو الدفاع، يتجه إلى عدم التراجع عن القرار”، وزاد أن “من يراهن على التراجع فهو يراهن على الوهم”.

رئيس لجنة الصحراء المغربية داخل “البيجيدي”، وبعدما أبرز أن “المغرب لم يقايض قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية بعد إعادته العلاقات مع إسرائيل”، عاد للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، المعادية للمغرب، معتبرا أن “الجارة الشرقية تعرضت لعديد من الهزائم والهزات في تعاطيها مع قضية الصحراء المغربية”.

وأوضح الخلفي في هذا الاتجاه أن “هذه المواقف المؤسفة لا تعكس قواعد حسن الجوار”، معتبرا أن “تحرير الكركرات والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أفقدت نظام الحكم في الجزائر صوابه، فلم يجد من خيار إلا ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام واعتماد التصعيد الكلامي والإعلامي”.

الناطق السابق باسم الحكومة المغربية أوضح أن من إيجابيات الاعتراف الأمريكي أن “المغرب اليوم يمكنه استعمال الأسلحة الأمريكية في مواجهة السلاح الروسي، لكون الاتفاق العسكري المغربي كان يمنع المملكة من استعمال الأسلحة الأمريكية في المناطق الجنوبية”، مشددا على أن السلاح المعادل للسلاح الروسي المتوفر لدى الجزائر هو السلاح الأمريكي.

الخلفي أكد أن الاعتراف الأمريكي يتيح للمغرب استعمال السلاح الأمريكي في الصحراء المغربية في حين أن 90 في المائة من مشترياته من الأسلحة كانت من أمريكا، وزاد موضحا أن “هذا الحق سيؤدي إلى الحيلولة دون دخول المنطقة في حرب، لأنه ينتج توازنا للردع”.

ورغم إعلان جبهة الانفصاليين أنها غير معنية باتفاق إطلاق النار إلا أن المسؤول المغربي السابق استبعد العودة للحرب مجددا، مبررا ذلك بكون “قرار الحرب ليس بيد البوليساريو، ولكنه قرار جزائري، رغم الاستفزازات التي تقوم بها جبهة الانفصاليين بعد 100 يوم من تحرير معبر الكركرات”.

وقال الخلفي إن اتصال الملك محمد السادس مع الأمين العام للأمم المتحدة كان واضحا، وهو أن “المغرب إذا وجد نفسه مهددا في استقراره ووحدته لن يظل متفرجا”، مشددا على أن “موقف المملكة المعبر عنه هو أنه إذا لم تتحمل الأمم المتحدة المسؤولية فإن المغرب سيتحمل مسؤوليته”.

الناطق السابق باسم الحكومة المغربية أكد أيضا أن الوضع الإستراتيجي للمغرب على مستوى الاتحاد الإفريقي بعد عودته “جعلنا نلمس خطوات طرد الكيان الانفصالي من المنظمة الإقليمية في القريب”، موردا أن “الخبرة التاريخية تقول ذلك، وهو ما يعمل عليه المغرب على مستوى الاتفاقيات التي تؤكد أن التوقيع عليها لا يعني الاعتراف بالجمهورية الوهمية، وأن الطرد هو مسألة وقت فقط”.

[embedded content]

hespress.com