تدخل المملكة مرحلة جديدة في تعاطيها مع جيرانها الإقليميين، بعد اعتراف الولايات المتّحدة الأمريكية بالسّيادة المغربية على الصّحراء؛ ذلك أنّ هذه الخطوة تتجاوز في عمقها مستوى تحصين التّراب الوطنيّ من أيّ تدخّل أجنبيّ، خاصة على مستوى الأقاليم الصّحراوية، إلى إكساب “شرعية” وترسيخ وجود المملكة في المنطقة.

وإلى جانب “ثمار” الدّبلوماسية التي ستُجنيها الرّباط بعد خطوة الأمريكيين، من المرتقب أن يكرّس قرار “ترامب” ثقة المملكة في الصّناعة الحربية الأمريكية، باعتباره زبونا أساسيا ورئيسيا على مستوى شمال إفريقيا؛ وهو ما يجعل “جيران” المغرب يثيرون تساؤلات حول حدود هذا التّفاهم وتأثيراتها على المنطقة المتوسّطية.

وتسعى الرّباط إلى الحصول على المزيد من الأسلحة من السّوق الأمريكيّة، بحيث سبق قرار “ترامب” بشأن مغربيّة الصّحراء اتفاق عسكري جمع واشنطن والرّباط، بقيمة 1000 مليون دولار، يضمّ عدّة طائرات بدون طيّار من طراز مماثل لتلك التي تمتلكها مدريد.

وينصّ الاتّفاق، الذي توصّلت إليه الولايات المتحدة والمغرب، على الحصول الأخير على أربع طائرات بدون طيار من طراز MQ-9B SeaGuardian. من صنع شركة General Atomics. وتتفوّق MQ-9B SeaGuardian التي سيحصل عليها المملكة، على نظيرتها الاسبّانية، من حيث التقدم التكنولوجي على متن الطائرة وإمكانية الهجوم التي يفتقر إليها النموذج الإسباني.

ومنذ الإعلان عن الصّفقة الأمريكية، تحاول الأوساط في مدريد أن تحدّد مستويات التّفوق لهذه الطّائرات التي سيحصل عليها المغرب؛ بينما تؤكّد أنّ “هذه الآليات الحربية ستستعمل في الغالب لمراقبة المجال البحري والصّحراء”.

ونقلت “إسبانيول” أنّ “الطائرة التي يريد امتلاكها المغرب موجّهة ضدّ الغواصات وعمليات البحث والإنقاذ في البحر ودعم قوات الأمن (تهريب المخدرات، الهجرة غير الشرعية، القرصنة…).

وتشير شركة General Atomics”” إلى أن “هناك تحديثا على مستوى بعض تقنيات طائرات MQ-9B في مهام مكافحة الألغام”. وتشمل الاتفاقية المبرمة بين البلدين توريد صواريخ Hellfire و Paveway وJDAM، المصنعة من قبل شركة Lockheed Martin و Raytheon و Boeing الأمريكية على التّوالي.

كل هذا يشير إلى أنّ الطائرات بدون طيار المغربية ستتمتع بقدرات هجومية هائلة، ونقلت مصادر إسبّانية أنّ “المغرب سيستخدم هذه الطّائرات بدون طيار في مهام الاستخبارات والهجوم”.

من حيث المواصفات، يبلغ طول جناحي MQ-9B SeaGuardian المغربية 24 مترًا – على غرار طائرة تجارية قصيرة المدى – بطول 11.7 أمتار، ومحرك مروحي توربيني موقّع من شركة Honeywell و a. الحد الأقصى لوزن الإقلاع 5670 كجم. اكتملت بقية المواصفات بسقف طيران يزيد عن 12000 متر واستقلالية قصوى تبلغ 40 ساعة.

ويتمثّل دور طائرة بدون طيّار Predator الإسبانية في مراقبة الأراضي الوطنية ولديها مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار المخصصة لجمع المعلومات لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. ويبلغ طول جناحيها 20 مترًا، وطولها 11، ووزن الإقلاع الأقصى 4.763 كيلوغرامًا.

وتنغمس إسبانيا، حاليًا، في تطوير منصة طائرات بدون طيار مع بعض الدول الأوروبية؛ من خلال كونسورتيوم إيرباص وداسو الفرنسية وليوناردو الإيطالية. وتشير مصادر “إسبانيول” إلى أنّ “إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لن تعتمد، بعد الآن، على الولايات المتحدة لتجهيز طائرات بدون طيار في أساطيلها”.

ومن المتوقع أن تعلن وزارة الدفاع الاسبّانية عن شراء 12 طائرة بدون طيار (مع جميع المعدات اللازمة لتشغيلها)، ووفقًا لـ Infodefensa. فإنّ هذه الصّفقة لن تتم خلال الفترة الحالية، ومن المتوقع أن يتم تشغيل أول وحدات Euromales في عام 2029.

hespress.com