تكريما لروح فقيد الأغنية الأمازيغية الملتزمة امبارك أولعربي المعروف بـ”نبا”، تصدُر قريبا الأشعار الخالدة والأنغام المقاومة والكلمة الصادقة للفنان الراحل على شكل كتاب عن “المطبعة والوراقة الوطنية” بمراكش.

وحسب جمعية “أصدقاء نبا” فإن الأشعار قام بجمعها وتدوينها وتصنيفها الأستاذ إبراهيم منصوب، الذي قدّم لها تقديما مفصلا قبل أن يعرج على سيرة الراحل “نبا”، ثم محاولة تفكيك دواعي اختيار “تامونت” (التي تعني الوحدة) عنوانا للمولود الجديد.

وأضاف الأستاذ منصوب فصلا للتأريخ للجوائز التي حصدها “نبا”، والأغاني التي لحّنها أخوه خالد أولعربي، كما وضع فصلا خاصا بالطوبونيميا التي وردت في أغاني “نبا”، والشخصيات التي غنى عنها، بالإضافة إلى التعريف بأصحاب القصائد التي غناها. وختم أستاذ الفلسفة سعيد بلعضيش، الذي رسم السبل الممكن السير فيها لتحليل أشعار وقصائد وفنّ “نبا” سوسيولوجيا وفلسفيا.

الكتاب الجديد شارك في إخراجه ثلة من الشباب، الذين أبوا إلا أن يضعوا بصمتهم تكريما للفنان الراحل، وامتنانا لما قدّمه للقضية الأمازيغية.

وفي هذا الصدد يضمّ المؤلف الجديد في ثناياه لوحات فنية بريشة منيرة الحاج من القطر الليبي الشقيق، عطفا على فنانين آخرين، خاصة إيشو أزوركي، وأكسيل آيت إبراهيم وسعيد إيدير. كما أن لوحة الغلاف أبدعها بجدارة وإتقان الفنان العصامي محمد العمراني ابن قلعة مكونة.

وتقول الجمعية إن هذا الكتاب سيصدر رسميا بمناسبة تخليد الذكرى العاشرة لرحيل “نبا”، سيرا على خطى فنّه المقاوم، والصادح بآهات الإنسان الأمازيغي في أرضه، حسبها.

[embedded content]

يذكر أن أولعربي ولد سنة 1982 ببلدة “مْلْعَب” التابعة ترابيا لإقليم الرشيدية، حيث أمضى طفولته ودرس مرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي، لينال بعدها إجازة في العلوم السياسية سنة 2006، كما حصل على إجازة ثانية في شعبة الدراسات الفرنسية سنة 2009.

وشرع الفنان الأمازيغي في تحضير ماستر في الأدب الفرنسي، لكن حالته الصحية المتدهورة حالت دون ذلك. أشهرا بعدها، حصل “نْبا” على جائزة أفضل مغن أمازيغي ملتزم سنة 2010 من لدن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عرفانًا بإلمامه بمختلف جوانب الحضارة الأمازيغية التي استثمرها في أغانيه المُلتزمة.

وأرسى مبارك أولعربي، بمعية الفنان الرائد موحى ملال، أسس “أسلوب أمون” الغنائي الفريد التي تمتاز به منطقة “أسامر”، بفضل الإسهامات الثرية التي خلفتها مجموعته الألمعية “صاغرو باند” (تأسست سنة 2005)، تاركاً شباب المنطقة يحملون مشعل الغناء الملتزم في الساحة الفنية.

وأصدر “نبا”، الذي توفي يوم 9 يناير 2011، أربعة ألبومات غنائية في حياته الفنية القصيرة، هي “تيليلي” (الحرية) و”موحى” (تسمية أمازيغية) و”نو بوردرلاينز” (بلا حدود) و”أوسي إ تالا” (ساعدني على البكاء). وكان الراحل يتحدث أربع لغات بطلاقة، هي العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية، ما جعل أغانيه تنتشر على نطاق واسع في المنطقة.

hespress.com