في أول رد فعل جزائري رسمي تجاه قضية مرض زعيم جبهة البوليساريو، زار الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، رفقة سعيد شنقريحة، قائد هيئة أركان الجيش الجزائري، اليوم الأربعاء، إبراهيم غالي الذي يتواجد بالمستشفى العسكري بالجزائر.
وقالت الجزائر إن إبراهيم غالي، الذي وصل فجر اليوم إليها قادما من إسبانيا، سيستكمل فترة العلاج والنقاهة في المؤسسة الصحية التابعة للجيش الجزائري.
وظهر إبراهيم غالي، في أول صورة علنية وهو يرقد على الفراش ويتحدث بصعوبة، وتبدو حالته الصحية متدهورة رغم أنه قضى أزيد من 44 يوماً وهو يتعافي من فيروس “كورونا” الذي عادة لا يستغرق في جسم الإنسان كل هذا الوقت، الأمر الذي يؤكد ما راج سابقا عن كون الزعيم الانفصالي يعاني من مرض آخر وليس “كوفيد 19” كما تدعي إسبانيا.
وقال الرئيس الجزائري، وهو يخاطب إبراهيم غالي: “من شيم الثوريين أنهم يحترمون العدالة”، في إشارته إلى مثول غالي أمام المحكمة الوطنية العليا الإسبانية، وأضاف تبون: “في قضايا الحق الجزائر لا تتأخر دوما منذ أول يوم”.
وشكر الرئيس الجزائري السلطات الإسبانية على قبول استقبال الزعيم الانفصالي قصد العلاج فوق أراضيها، وهذا أول موقف رسمي من النظام الجزائري الذي تسبب في أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد.
ووصل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، في ساعات مبكرة من اليوم الأربعاء، إلى مطار الجزائر العاصمة قادما من إسبانيا رفقة بعض قيادات التنظيم الانفصالي، على متن طائرة فرنسية الصنع استأجرتها الرئاسة الجزائرية (قصر المرادية).
وغادر إبراهيم غالي مستشفى “سان بيدرو” في “لوغرونيو” حوالي الساعة التاسعة ليلا من أمس فاتح يونيو الجاري، وذلك بعدما كان قد وصل إلى المدينة الإسبانية بتاريخ 18 أبريل للعلاج من “كوفيد-19” بطريقة مثيرة تسببت في هدم الثقة بين المغرب وإسبانيا.
وكان السفير المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يزوغ، دعا إلى إجراء تحقيق شفاف لتسليط الضوء على كافة ملابسات قضية المدعو إبراهيم غالي.
وقال يزوغ في تصريح للصحافة: “يتعين إجراء تحقيق نأمل أن يكون شفافا لتسليط الضوء على كافة ملابسات هذه القضية”، مشيرا إلى أن هذا التحقيق “قد يكشف عن العديد من المفاجئات، لاسيما تواطؤ وتدخل أربعة جنرالات من بلد مغاربي”، في إشارته إلى الجزائر.