قال عبد الوهاب الرامي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن الدور الأساسي الذي ينبغي أن تلعبه الصحافة هو خدمة المصالح العليا للبلاد، وتبديد الشكوك التي يمكن أن تمس التماسك الاجتماعي، ودحض الشائعات والأخبار الزائفة.
وسجّل الرامي، في كلمة باسم لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، في حفل تتويج الفائزين، أن المشاركة في الجائزة لا تعكس الحضور الفعلي لأصناف الصحافة الموجودة في الساحة بالمغرب.
وأردف أن استقرار نتائج المشاركة أظهر أن مشاركة الصحافيين العاملين في الصحافة الإلكترونية كانت أقل من مشاركة نظرائهم العاملين في الصحافة المكتوبة، “رغم أن التوجه العام على الساحة هو الصحافة الإلكترونية”.
واستطرد الرامي، الذي رأس لجنة تحكيم الدورة الثامنة عشرة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، أن المعطى المذكور “يطرح سؤال لماذا لا يتبارى العاملون في الصحافة الإلكترونية على الأقل بنفس مستوى تباري صحافيي الصحافة المكتوبة”.
الملاحظة نفسها همّت الإذاعات، فعلى الرغم من وجود كثير من الإذاعات، لا سيما الإذاعات الخاصة، إلا أن مشاركتها كانت ضعيفة، حسب الرامي، حيث يُظهر استقراء خريطة المشاركة أن الإذاعات لم تمثل سوى 8 في المئة من مجموع المشاركات، ومثلت الصحافة الإلكترونية 15 في المئة، والصحافة المكتوبة 25 في المئة (ربع عدد الأعمال المرشحة).
وإجمالا شاركت التلفزة بأحد عشر عملا، وشاركت الإذاعة بثمانية أعمال، والصحافة المكتوبة بثلاثة وعشرين عملا، والصحافة الإلكترونية بخمسة عشر عملا، وبلغت المشاركة في صنف صحافة الوكالة سبعة أعمال، والإنتاج الصحافي الأمازيغي خمسة عشر عملا، والإنتاج الصحافي الحساني خمسة أعمال، والصورة سبعة أعمال، والرسم عملين.
وللمرة الثانية، جرى حجب جائزة الكاريكاتور، الذي لم يتعد عدد المشاركات للظفر بالجائزة المخصصة له مشاركتيْن فقط، غير أن لجنة التحكيم ارتأت حجب الجائزة، “وهذا يجعلنا نتساءل: هل المشكل في بنود الجرائد أم في الإبداع المتعلق بهذا الجنس الصحافي؟”، يقول الرامي.
وأوصت لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة بإعادة النظر في الجائزة والانفتاح على دينامية جديدة، وتكوين لجنة خاصة مكونة من الأطراف الفاعلة والمعنيّة بقطاع الإعلام للنهوض بهذه المهمة، والتحفيز على المشاركة في الجائزة، والرفع من قيمتها المادية تثمينا لمجهودات المتبارين، وتقوية المستويات المعرفية للصحافيين في مجالات القانون والحقوق وأخلاقيات المهنة.