تم مؤخرا بالرباط، تقديم مشروع حول خدمات النظم الإيكولوجية بالمغرب (SES)، في إطار ندوة حول “الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020: أية آفاق للحفاظ على النظم الإيكولوجية؟”.
ويهم المشروع المعد بمبادرة من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، جهتين نموذجيتين، هما “بني ملال- خنيفرة” و “سوس- ماسة”، ويهدف إلى دمج قيمة التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية في التخطيط والسياسات القطاعية. ويتعلق المشروع المذكور، الذي امتد من نهاية 2018 إلى أبريل 2022، بالعديد من الإجراءات، تتمثل في تعزيز قدرات الفاعلين في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني بشأن التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية وإدماج هذه الخدمات في عمليات التخطيط القطاعي والجهوي.
ويهم المشروع أيضا وضع أنظمة للتحفيز الاقتصادي وآليات للتعاون تهدف إلى الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية بمشاركة القطاع الخاص، وكذا تعزيز الإطار المؤسساتي والتشريعي من أجل استخدام مستدام للتنوع البيولوجي.
وفي إطار هذا المشروع، تم تطوير أطلس التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية لجهة بني ملال- خنيفرة بهدف تزويد الأطراف الفاعلة بأداة للتحليل والفهم والتواصل والمساعدة على اتخاذ القرار. وتم تقديم الوثيقة كجرد تقني يضم دعائم خرائطية ورسوما بيانية وصورا مع أربعة موضوعات تكميلية، حول رأس المال البشري ورأس المال الطبيعي، وتنوع وغنى النظم البيئية وخدمات النظم الإيكولوجية، فضلا عن التهديدات التي تحدق بالتنوع البيولوجي وحكامة رأس المال الطبيعي. وفي الجهة نفسها، أجريت دراسة لتقييم خدمة تلقيح النباتات والم لقحات من خلال تثمين المعارف.
ومن بين النتائج الرئيسية لهذه الدراسة، إحداث قاعدة بيانات تضم معطيات منهجية وتصنيفية وجغرافية عن 961 من أنواع الم لقحات في المغرب.
وأسفرت الدراسة عن تجميع للحلول القائمة على الطبيعة في المغرب، موجه نحو الأطراف الراغبة في التعرف على هذه الحلول أو الراغبة في العمل بمثل هذه المبادرات، من أجل مواجهة المشاكل المرتبطة بالحفاظ على الطبيعة، والتنوع البيولوجي وتغير المناخ.
ويتكون هذا التجميع من ثلاثة مجلدات تكميلية، تتمثل في تقرير مرجعي وطني ودولي حول الحلول القائمة على الطبيعة: يقدم الموضوع بشكل عام وأهميته ومختلف المبادرات المعترف بها على أنها حلول قائمة على الطبيعة على المستويات الدولية والوطنية والإقليمية.
ويتعلق الأمر أيضا بتجميع للحلول القائمة على الطبيعة تم تكييفها مع سياق المغرب، وقد و ضع على أساس التقرير المرجعي. وهو يقدم مجموعة مختارة من 30 حلا وفقا للنظم البيئية وخدمات النظم الإيكولوجية، وكذا مساهمتها في الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية وتحسينها وترميمها.
ويشتمل المكون الثالث على خطة عمل من خمس مبادرات ذات أولوية، تشكل محفظة متوازنة من المبادرات المتكاملة مع تقديم لثلاثة نظم بيئية رئيسية، وهي محمية المحيط الحيوي للأركان، والمناطق الحضرية وشبه الحضرية، والنظم الفلاحية المعرضة للمخاطر المناخية. ويتوفر مشروع خدمات النظم الإيكولوجية على بنك للصور حول التنوع البيولوجي في المغرب. ويتعلق الأمر بأكثر من 500 صورة ذات جودة ممتازة لمواقع رامسار في المغرب، والمواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، ومحميات المحيط الحيوي والمنتزهات الوطنية بالإضافة إلى صور للحيوانات والنباتات.
كما تم تطوير قاعدة بيانات تكميلية بشأن تاريخ وموقع ومصور كل صورة.
وفي جهة سوس- ماسة، طور مشروع خدمات النظم الإيكولوجية بوابة جغرافية لطريق العسل “www.sousstainbletourism.com”. وقد تم تطوير هذه البوابة الجغرافية لفائدة جمعية (Association Pays d’Accueil des Ida Outanane) . وتتيح هذه البوابة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، إمكانية الإطلاع بالصور على مختلف خدمات النظم البيئية المتاحة بالإضافة إلى النزل السياحية الرئيسية، وذلك على شكل خريطة تفاعلية.
وقد استهدفت الندوة، التي نظمت بدعم من برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP)، تعزيز النقاش حول التدابير السياسية العاجلة المطلوبة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية، وذلك من أجل إصلاح النظم البيئية الطبيعية والحفاظ عليها على مدى السنوات العشرين القادمة.
