في خضم الدينامية السياسية بين تل أبيب والرباط، أطلق الفنانان المغربيان عبدو الرباع وبنحاس كوهين أغنية مشتركة تحمل عنوان “علاش ما نكونوش خوت”، تحث على التعايش بين الديانات السماوية والتسامح بين الأفراد بغض النظر عن الاختلافات العقائدية والمشارب الفكرية والانتماءات الجغرافية.

ولقيت الأغنية تفاعلا كبيرا من لدن الجالية المغربية المقيمة بإسرائيل، وكذا وسط يهود المغرب، نظرا لطابعها الإنساني الذي يبتعد عن خطاب الكراهية السائد ببعض المنصات الرقمية والافتراضية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع نسب المشاهدة خلال الأيام الأخيرة.

وعبدو الرباع ابن منطقة “درب السلطان” بمدينة الدار البيضاء، خريج المعهد البلدي، وشارك مع الجوق الأندلسي، قبل أن يشتغل بالنوادي الليلية، ثم غادر البلاد صوب سويسرا التي يقيم بها حاليا. أما بنحاس كوهين فهو فنان يهودي مغربي ازداد بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، وهو صاحب رائعة “الزين اللي عطاك الله”.

وبخصوص دواعي تأليف الأغنية، أفاد عبدو الرباع، الفنان المغربي، بأن الدافع الأساسي وراء إنتاجها يتمثل في طريقة الاستقبال الملكي للوفد الإسرائيلي الذي ضم مجموعة من المسؤولين الكبار في المنطقة، الأمر الذي شجعهم على إخراج الفكرة إلى حيز الوجود.

وأوضح الرباع، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الفنان كوهين تواصل معه في هذا الصدد، فاتفقا على طبيعة الأغنية، ليشرعا بعدئذ في تسجيل كلماتها، ثم أردف: “فوجئت بالفرحة الكبيرة التي لازمت المغاربة أجمعين تجاه العمل الفني، يهودا ومسلمين”.

وتابع الفنان ذاته: “دشن الملك محمد السادس صفحة جديدة في العلاقات السياسية بين إسرائيل والمغرب، وحرصنا على مواكبة هذه المبادرة الاستثنائية، التي تعكس الالتزام الملكي بحماية اليهود المغاربة أينما حلوا وارتحلوا؛ ولنا في قصة الملك الراحل محمد الخامس مع الرعايا اليهود خير نموذج”.

وختم المتحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية تصريحه بالقول: “مقبلون على إنتاج ملحمة غنائية جديدة تضم ثمانية فنانين مغاربة ويهود، ستتطرق إلى روابط المحبة والأخوة التي جمعت المسلمين باليهود في أحياء الملاح”، خالصا إلى أن “الروابط الإنسانية تسمو على كل شيء، خاصة أن المغرب لطالما كان بلد التعايش على امتداد العقود”.

وسبق أن انخرطت مجموعات فنية بمختلف صنوفها في الحدث السياسي الذي شهدته كل من إسرائيل والمغرب، والمتمثل في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين، من خلال إبداع إنتاجات موسيقية وتشكيلية وكروية وغنائية ترمي إلى تكريس التعايش بين الديانات، عبر استعمال لغة فنية مبتكرة تبتعد عن القاموس السياسي المصلحي.

[embedded content]

hespress.com