في لقاء متلفز تحدث الممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ عن أول فيلم طويل أخرجه، وتدبير الأدوار فيه بين الإبداع والمصاريف التي لم يغطها الدعم، وتحديات الجائحة، وأحدث المسلسلات التي شارك فيها.

جاء هذا خلال مشاركة الروخ في برنامج FBM “المواجهة”، الذي تعرضه قناة “ميدي 1 تيفي”، ويقدمه الإعلامي بلال مرميد.

ووصف الروخ إتمام الاشتغال على فيلمه “جرادة مالحة” بكونه “لحظة من اللحظات المهمة لأي مخرج وأي فنان يطمح إلى تقديمَ مشروعه إلى الآخر”، مضيفا أن هذا الأمر يمس قدرته وإمكاناته في تخطي ضعفه وحواجزه وما كان يتعامل معه سالفا، كما يمثل تجربة وجودية وكأنه يثبت أنه جاء للميدان ليعطي شيئا.

وقال الروخ إن تنفيذ الإنتاج ليس تخصصه ولا يتمنى أن يكون تخصصه “لأن المال يلتقي مع الإبداع، لكن لا يمكن أن تكون الخصم والحكم في الوقت نفسه (…) عندما يتعارض عمل المنتج والمبدع”، مضيفا أنه منذ البداية اتفق مع زميل له في العمل “على وضع حد بين الإبداعي والمادي الإنتاجي، فكان ينفذ الإنتاج من الناحية الفنية، لترويض المادة لما هو فني”.

وحول الدعم الذي استفاد منه الفيلم، أوضح الروخ أنه “لم يكف حتى نصفه”، لأن فريقه أراد صناعة فيلم كما كان يحلم به، وليس فيلما تجاريا، “دون تعييب البعد التجاري الذي يجب أن يحضر في إطاره الخاص”، وهو ما جعله يدخل “مغامرة صعبة جدا”، مضيفا “لم أرد أن أكون في مكان أرتاح فيه، واخترت حتى في التصوير أماكن صعبة جدا، ومع ذلك كانت هذه الاختيارات عن اقتناع، والأساس صناعة فيلم يشبهني”.

وقدم المخرج مثالا حول حديثه عن “تنفيذ إنتاجِ في سبيل الإبداع”، بإدماج مشهد اضطره إلى اكتراء طائرة للضرورة السينمائية، وهو ما يثبت، يضيف الروخ، أن الإنتاج وتنفيذه لم يكن هدفه “الادخار”، بل “الفيلم السينمائي”، مشيرا إلى أنه ينتظر الانتقال إلى إيطاليا قصد إتمام آخر اللمسات على العمل.

وتحدث الروخ عن الجائحة وإيقافها “الحركة”، قائلا إن “الشجاعة السياسية لعبت دورا في وقف عجلة الحركة السينمائية على مستوى القاعات والحضور”، قبل أن يستطرد قائلا: “في المغرب نحتاج فرجة وسينما ولقاء، لكن مع الأسف توقفنا”.

وحول ظروف التباعد الجسدي داخل استوديوهات التصوير، علق المخرج قائلا: “ربي كَيْحْفَظ، وإلا لكانت مصيبة كاملة ليس على القطاع السينمائي فقط، بل على جميع القطاعات، وفي تصوير آخر مسلسل حاولنا حدَّ الاشتغال، واحترام شروط التباعد داخل مكان التصوير، لكن الأمر يكون صعبا”.

وأضاف: “كمخرج أضع الكمامة طيلة التصوير (…)، لكن نحتاج القرب فيما يتعلق باللباس والماكياج، والحمد لله إلى حد الآن لم تسجل أي إصابة واحدة في العملين، ولكن من الصعب جدا الاشتغال في ظروف الجائحة، لدرجة أنه نفسيا لا تبقى لدينا القدرة نفسها على الفعل والصناعة”.

[embedded content]

hespress.com