بعد تكسيتها لمرتفعات وجبال إقليم أزيلال، أرخت الثلوج خلال الأيام الأخيرة رداءها الأبيض الساحر على وسط المدينة، في مشهد طبيعي أخاذ لم يحدث منذ سنوات.

ويتراوح ارتفاع الثلوج التي تغطي طرق المدينة حاليا ما بين عشرين وثلاثين سنتيمترا، حسب معطيات لقسم التجهيز والبيئة بعمالة بإقليم أزيلال.

هذا المشهد غير المألوف لـ40 ألف نسمة من ساكنة الإقليم الصغير المنتصب بين ملتقى جبال الأطلس المتوسط والأطلس الكبير، أضفى حالة من البهجة والسرور على الجموع التي حجت لمشاهدة التمثال الشهير للديناصور الذي أقيم بساحة بين البروج وسط المدينة وقد غطته رقاقات الثلوج بعد ليال من التساقطات الثلجية التي انخفضت خلالها درجات الحرارة إلى ناقص 8 درجات وفي بعض الليالي أكثر، بينما لا تتجاوز في النهار الـ7 درجات.

وبينما ارتدت المدينة معطفا أبيض جميلا توزع الأطفال على جنبات حديقة 20 غشت لتزيين رجال الثلج قبل اختفاء رقائق الجليد في مشهد نادر حدث لآخر مرة سنة 2016 عندما اجتاح الثلج المدينة بأكملها والطرق والأرصفة والمنازل.

كما قاومت الأسر برودة الطقس وخرجت الى الغابات المحيطة بالمدينة رفقة أطفالها لتمكينهم من فسحة للعب والتزلج والفرح في هذه الأجواء غير المألوفة.

وفي هذا السياق قامت السلطات المحلية بالإقليم في وقت مبكر بإخلاء الطرق وتعبئة العديد من الآليات، (كاسحات الثلج وجرافات وآلات تسوية وشحن…) ، التي تتحرك جيئة وذهابا لإزالة الجليد أو منع تكونه من جديد بين شوارع وأقة المدينة والطرق المؤدية للإدارات والمرافق العمومية.

كما قامت السلطات بإقليم أزيلال بتعبئة العديد من العناصر بتعاون مع المديرية الإقليمية للتجهيز من أجل تأمين المحاور الطرقية وإزالة الثلوج من على الأرصفة والطرق التي يستخدمها الراجلون الذين يأتون للاستمتاع واكتشاف المناظر الطبيعية الجديدة للمدينة.

وأحيت هذه الثلوج آمال المواطنين في موسم فلاحي جيد وملء السدود الرئيسية بالمنطقة، خصوصا سد بين الويدان، الذي بالكاد يصل معدل ملئه حاليا إلى 22.1 في المائة.

وخارج مدينة أزيلال تواصل السلطات المحلية اليوم الجمعة فك العزلة عن المناطق النائية والمرتفعات بالإقليم.

hespress.com