السفينة العالقة في قناة السويس تضع إدارة المشاريع الكبرى على المحك
صورة: أ.ف.ب


هسبريس من الرباط


الإثنين 29 مارس 2021 – 04:15

اعتبر محمد حركات، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن جنوح سفينة “إيفر غيفن” في قناة السويس يقتضي إرسال بعثات مغربية للتعاون والإنقاذ أو تنظيم لقاءات حوارية تلفزية وصحافية حول مضيق قناة السويس، “من أجل تنوير رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين والحكوميين والمواطنين، على السواء، عن مكانة البعد الجيواستراتيجي في اتخاذ القرار الاقتصادي والمالي والإداري”.

كما لفت الكاتب الانتباه، في مقال له، إلى أن ذلك سيكون مفيدا في إدارة المشاريع الكبرى بالبلاد كمشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا أو إدارة الموانئ الكبرى، “وما قد تنجم عن السفينة الجانحة من خسائر وما قد تجنيه (الحكومة) من خبرات متعددة في الإنقاذ والتأمين والشحن والحفر أو البحث عن الحلول البديلة في حالة الكوارث”.

وهذا نص المقال:

جنوح السفينة Ever Given القابعة إلى اليوم في قناة السويس، الذي يعد أكبر ممر مائي بعد مضيقي هرمز وملقة في حوض البحر الهادي، لم يحظ، في اعتقادي، بنصيب له في الإعلام المغربي، ولم يكن موضوع نقاش ودعوة لحضور الخبراء والمختصين المغاربة في مجال اللوجستيك والنقل وقوانين البحار والتأمينات الدولية والدراسات الجيواقتصادية والنفط والموانئ وإدارة المخاطر، رغم ما يكتسيه الموضوع من أهمية جيواستراتيجية بالغة في تنوير الرأي العام وفي فهم وتحليل الأحداث وتداعيات أزمة السفينة الجانحة على الاقتصاد العالمي وما لها من مخاطر عديدة في تعطل التعويم لسفينة تحمل أكثر من 400.000 طن من البضائع على ارتفاع أسعار الطاقة والشحن وتحويل مسار أكثر من 150 سفينة راسية في المضيق إما في اتجاه رأس الرجاء الصالح أو فتح خطوط الأنابيب النفط عبر أوروبا وأمريكا أو اللجوء إلى البديل الروسي واحتدام المنافسة بين الشركات …

إن المغرب الذي تبنى مشروع أنبوب الغاز، الذي سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب ليمر من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، والذي سيشيد على عدة مراحل ليستجيب للحاجات الطاقية المتزايدة للدول التي سيعبر فيها، وصولاً إلى أوروبا، خلال الـ 25 سنة القادمة، تظل حكومته في حاجة ماسة، في اعتقادي، إلى تعميق المعرفة حول أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس وكل مراحل إدارة المخاطر المتعلقة بها في تكوين رؤية استشرافية في إدارة المشاريع الكبرى في البلاد كأنبوب الغاز أو إدارة الموانئ الكبرى (ميناء طنجة المتوسط)، وما قد تنجم عن السفينة الجانحة من خسائر وما قد تجنيه (الحكومة) من خبرات متعددة في الإنقاذ والتأمين والشحن والحفر أو البحث عن الحلول البديلة في حالة الكوارث .

إن من شأن إرسال بعثات للتعاون والإنقاذ أو تنظيم لقاءات حوارية تلفزية وصحافية حول مضيق قناة السويس أن ينور رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين والحكوميين والمواطنين، على السواء، عن مكانة البعد الجيواستراتيجي في اتخاذ القرار الاقتصادي والمالي والإداري، حيث من المتوقع أن ترتفع أسعار الطاقة إذا استمر إغلاق القناة في ظرف أسبوع أو أسبوعين من 4 إلى 5 دولارات للبرميل.

من جهة أخرى، فإن تنظيم هذه اللقاءات الإعلامية والتلفزية كفيل بتطوير القدرات الاستراتيجية عند الطلبة والباحثين، في الوقت الذي تم إفراغ أو التضييق على المقررات الدراسية والجامعية في التفكير العلمي الموضوعي الجيواستراتيجي الضروري في فهم دينامية تطور العالم بما فيه الكفاية من حولنا عند النشء.

المغرب سفينة قناة السويس محمد حركات

hespress.com